هو :
لا يا سيدتي، أبدا لن تفعليها، فهذه خطوة لا تأخذها إنسانة تحولت إلى بضاعة، هذه خطوة لكي تأخذها امرأة ما فلابد أن تكون أبية حرة، إنسانة لها كيان وإرادة، وأبدا ليست إنسانة باعت روحها لكل من هب ودب.
هي :
ولكن كل منا في عمله بضاعة، وهذا عمل مثل غيره من الأعمال.
هو :
مطلقا ليس هذا مجرد عمل آخر يمارسه الإنسان ليأكل به عيشه. إنه جريمة يرتكبها إنسان في حق نفسه يهدر بها آدميته وقيمه، ويظل سادرا في ارتكاب جريمته خالقا لها آلاف المعاذير. هذا أبدا ليس عملا، إنه تبرير لسلوك إنسان، وتبرير غير مستقيم حتى الطفل نفسه لا يقتنع به، فالعواطف أبدا ليست للتجارة. ما سمعنا عن إنسان يبكي بأجر أو يفرح بمقاولة أو يغضب بالساعة. هذا إنسان وليس دمية. نحن أمام الإنسان الذي حوله عالمكم، الذي يسمونه للأسف الأول، إلى بضاعة، إلى ترس، إلى سلعة، إلى جزء من آلة إنتاج واستهلاك كبرى اسمها المجتمع. وما دامت كل الأعمال تتشابه في رفض الإنسان أصلا لها، فيصبح الانتقال من عمل إلى عمل مسألة لا تزعج أحدا. ولكنك لم تنتقلي من إنسانة تعمل معالجة نفسية إلى إنسانة تعمل بغيا. أنت انتقلت من عمل عظيم يبني روحك لأنك تساعدين أرواحا معذبة إلى عمل يخرب روحك، إلى عمل يميتك حية. حية أسكنت روحها جسدا تستغله صاحبته شققا مفروشة مع عشرة في المائة خدمة. جسد الخدمة فيه ممتازة جدا، فالفام دي شامبر مثقفة معالجة متعلمة قطعا يفضل أي زبون السكن في شققها.
أنت - سأستعمل أخف تعبير ممكن - مريضة فعلا، تدعي لنفسها أنها تعالج وهي أكثر من زبائنها مرضا، فهي الشقة الفارغة الباحثة عن العواطف عبثا في أحضان زبائن، لا يفعلون سوى إشعارها بالحرمان أكثر.
هي :
المريضة! أتسمي الحب مرضا؟
هو :
অজানা পৃষ্ঠা