وقال الحرالي: ثم أقبل الخطاب على بني إسرائيل منتظمًا بابتداء خطاب العرب من قوله: ﴿يا أيها الناس﴾ وكذلك انتظام القرآن إنما ينتظم رأس الخطاب فيه برأس خطاب آخر يناسبه في جملة معناه وينتظم تفصيله بتفصيله، فكان أول وأولى من خوطب بعد العرب الذين هم ختام بنو إسرائيل الذين هم ابتداء بما هم أول من أنزل عليهم الكتاب الأول من التوراة التي افتتح الله بها كتبه تلو صحفه وألواحه. ثم قال: لما انتظم إقبال الخطاب على العرب التي لم يتقدم لها هدى بما تقدمه من الخطاب للنبي ﷺ انتظم بخطاب العرب خطاب بني إسرائيل بما تقدم لها من هدى في وقتها ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور﴾ [المائدة: ٤٤]