يَقُول خليلي كم تهزني العدا ... فَقلت لَهُ لَا بُد للسيف من هز
فَقَالَ وقدمًا طَال فِي الذل مكثنا ... فناديت اُبْشُرْ هَذِه دولة الْعِزّ
وَمن مناقبه انه لما ولي الْقَضَاء لم يُقَابل الَّذِي بَصق فِي وَجهه، وَكَانَ أحد نواب الْحَنَابِلَة، بل ولاه واكرمه. وَكَانَ جم المحاسن وَله النّظم الْجيد. توفّي رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة السبت حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة. وَمن نظمه مَا كتب بِهِ إِلَى الشهَاب الْحِجَازِي لغزا فِي مُحَمَّد:
يَا وَاحِد الْعَصْر وَمن فَضله ... كالصبح فِي شَرق وَفِي مغرب
وَيَا شهابًا فاق شمس الضُّحَى ... فِي كل معنى قد سمى مغرب
اسْمَع بقيت الدَّهْر فِي رفْعَة ... يقصر عَنْهَا بصر المعجب
مَا اسمٌ لشَيْء عز فِي عصرنا ... وان غَدا أشهر من كَوْكَب
فردٌ وَإِن ركب من أَربع ... وَمن ثَلَاث إِن تشأ ركب
وَرَفعه حرفٌ وَفعل مضى ... وَاسم لبانيه وللمعرب
وربعه مثل لربعين فِي ... قدرٍ وان شكيت فِيهِ احسب
وربعه مثل لقوم غدوا ... وَالله رَبِّي حسبهم وَالنَّبِيّ
وَقيل بل كالعشر فَانْظُر لما ... بَينهمَا يَا اوحدا وانسب
وربعه الرَّابِع أَن حلّه ... تغير دلّ على الْمطلب
لَا زلت للطلاب كنزًا بِلَا ... مَوَانِع عَن سيبه المسهب
ودمت يَا احمدنا صَالحا ... كعمر نوح الطَّاهِر الطّيب
فَأَجَابَهُ الشهَاب الْحِجَازِي والغز لَهُ فِي سريع: يَا سيدًا كَاتب عبدا لَهُ ... وَعَن رَقِيق اللَّفْظ لم يعزب
وَيَا إِمَام الْعَصْر وَالْفَجْر مَا ... مثلك فِي شرقٍ وَفِي مغرب
1 / 33