বিবর্তন তত্ত্ব এবং মানুষের উৎপত্তি
نظرية التطور وأصل الإنسان
জনগুলি
أما الملط، فمرجعه إلى أننا نحن البشر قد اهتدينا إلى النار وإلى السكنى في الكهوف منذ أزمان بعيدة جعلتنا عرضة للحر المرهق، وللموت حرقا لو كانت شعورنا باقية تكسو أجسامنا، ولا يزال أثر المناخ واضحا؛ فإن الزنجي الذي يعيش حول خط الاستواء أملط بخلاف الأوربي الذي لا يزال الشعر يكسو معظم جسمه؛ لأن الشعر يؤدي عمل الكساء الصوفي في التدفئة، وأوربا باردة وإفريقيا حارة. (شمبنزي بعد ولادته ب 48 ساعة، وهو يشبه رجلا مسنا أملط الجسم ليس له شعر إلا على رأسه)
وليس عندنا من الشعر الكث سوى ذلك الذي يكسو الرأس، وهو هنا وقائي لأنه بمثابة المرتبة القطنية؛ يصد الصدمة أو يخفف وقعها على الرأس.
وألوان الأجسام البشرية تخضع للوسط؛ فحيث تكون الرطوبة والحر معا يكون لون البشرة أصفر، وهذا ما يحدث لأقدامنا المحبوسة في الأحذية، وهذا أيضا ما يحدث للصينيين وسائر الأمم التي تعيش في الأقاليم التي تقع في الشرق الجنوبي من آسيا، أما في أوروبا، حيث ضوء الشمس أخف وقعا مما هو في إفريقيا، فإن البشرة تكاد تشف؛ ولذلك يبدو الدم الأحمر تحتها واضحا؛ إذ ليس في هذه البشرة سوى صبغة خفيفة، ولكن عندما يعيش الأوربي في أقصى الشمالي، حيث يدوم الثلج على الأرض نحو تسعة أشهر، فإن بشرته تقاوم البياض في هذا الثلج بشيء من السمرة. وهذا هو ما نجد عند الإسكيماويين، ولون العينين والشعر يتبع لون البشرة من حيث الخفة أو الثقل.
والوجوه البشرية، أو بالأحرى الرءوس البشرية، تتبع طرازين: أحدهما الوجه المستطيل، والآخر المستدير، وهناك طراز وسط بينهما، ولكل من هؤلاء مزاج سيكلوجي خاص.
والأنف البشري يخضع للوسط من الحر أو البرد؛ فحيث يكون الحر يتمدد الهواء ويحتاج الإنسان إلى أنف واسع المنخرين؛ كي يحصل على ما يحتاجه من الأكسجين، وهذا هو الشأن في أنف الزنجي أو الصيني المفرطح المنبسط، أما إذا كان الهواء باردا، كما هو الشأن في أوربا، فإن الأنف يستدق ويضيق المنخران؛ حتى يدخل الهواء البارد في بطنه ساخنا ولا يفاجئ الرئة ببرودته.
وأنف الزنجي لا يختلف هنا من أنوف القردة، ولونه كذلك؛ فإنها هي أيضا زنجية، أو تتسم بألوان السمرة القاتمة، وهي بالطبع تعيش في ظل الشجر، فلا تحتاج إلى الصبغة الثقيلة التي يحتاج إليها الزنجي المكشوف لضوء الشمس في قريته أو حقله.
ونحن نرى شبها آخر في ملط الزنجي وشعرانية الأوربي، فإن الفيل في إفريقيا وآسيا يكاد يكون أملط، وكذلك الجاموس؛ لأن الحر يغنيها عن الشعر، أما الحيوانات التي تعيش في القطب الشمالي؛ مثل الدب والثعلب، فتكتسي بفراء وفيرة كثيفة تحميها من البرد، والبقر يعيش في أوربا بخلاف الجاموس لهذا السبب أيضا.
والأذن البشرية صغيرة، وقد كانت كبيرة تتحرك، بل لا يزال هناك أفراد يستطيعون استرداد القدرة على تحريكها، وانحطاط الأذن عندنا يرجع إلى أننا قد استغنينا عن السمع - إلى حد بعيد - بالاعتماد على الرؤية.
ومما يميزنا من القردة أن الفكين اللذين يحملان الأسنان عندنا قد ضؤلا وتراجعا للوراء، وصارت بعض ضروسنا الخلفية لا تنبت، أو هي تبزغ بعد أن نبلغ العاشرة أو الخامسة عشرة، وهي تزعجنا وتؤلمنا أكثر مما تفيدنا، ثم قد تلازت الأسنان؛ لأن الفكين في صغرهما لم يعودا يتسعان لها، والبشر يعانون في أيامنا أزمة بيولوجية في الأسنان؛ لأن نصفها كان يكفينا، ولكننا ورثنا تراث الحيوان المفترس القديم دون الفرصة للافتراس.
وهذا على خلاف ما نرى من بروز الفكين عند القردة؛ فإنها تأكل وتمضغ الأطعمة القاسية التي تحتاج إلى القضم والهرس والتمزيق؛ ولذلك بقي الفكان، كما بقيت عضلات وجهها التي تحرك هذين الفكين. •••
অজানা পৃষ্ঠা