বিবর্তন তত্ত্ব এবং মানুষের উৎপত্তি
نظرية التطور وأصل الإنسان
জনগুলি
وفي القطعة التي ننقلها عن كتاب «عجائب المخلوقات» للقزويني إيماء إلى هذه النظرية، قال:
أول مراتب هذه الكائنات تراب، وآخرها نفس ملكية طاهرة. فإن المعادن متصلة أولها وآخرها بالنبات. والنبات متصل، أوله بالمعادن وآخره بالحيوان، والحيوان متصل أوله بالنبات وآخره بالإنسان، والنفوس الإنسانية متصلة أولها بالحيوان وآخرها بالنفوس الملكية.
وقال ابن مسكويه في «الفوز الأصغر» عن مراتب الإنسان: «إنها مراتب القرود وأشباهها من الحيوان الذي قارب الإنسان في خلقته الإنسانية، وليس بينها إلا اليسير الذي إذا تجاوزه صار إنسانا.»
وكلنا يعرف أن ابن خلدون قد عالج مشاكل الاجتماع من وجهة التطور. وهو لو كان قد تبسط في الكلام على الحيوان والنبات لكانت نظرته لا تخالف نظرتنا الآن. فقد كان يرى تأثير الوسط في الإنسان، وقد علل سواد الزنوج بشدة الحر، وقال في ذلك، بعد أن كذب القائلين بأنهم سود لأنهم أبناء حام بن سام:
فإن الشمس تسامت رءوسهم مرتين في كل سنة ... فتطول المسامتة عامة الفصول، فيكثر الضوء لأجلها، ويحل القيظ الشديد عليهم وتسود جلودهم لإفراط الحر.
فمن ذلك يرى القارئ أن القدماء، من إغريق وعرب، قد أحست نفوسهم وحدست عقولهم هذا النظام الحيوي في العالم. وكيف أن الأنواع دائمة التحول والتغير، بل إن كيمائي العرب قد أحسوا أيضا تحول الجمادات.
ولكن كل كلام القدماء في ذلك لم يكن سوى تلميح وإيماء، فلم يمسوا النظرية مساسا مباشرا ولم يجعلوها موضوع الدرس المتواصل والتجربة العملية، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم الآن.
فإن النظرية الآن موضوع استقراء آلاف العلماء، ولها كتب خاصة تعد أيضا بالألوف. وقد بدأ البحث الجدي فيها منذ «لامارك» العالم الفرنسي المتوفى سنة 1829. فإنه قال إن جميع أنواع النباتات والحيوانات الراهنة قد نشأت من أصول قديمة متحجرة وعلل اختلاف الأحياء الحاضرة من الأحياء المنقرضة المتحجرة بتأثير العادة في الأحياء، فإذا عاش الحي في وسط جديد، واعتاد عادات جديدة، اكتسب بذلك خصالا يرثها أبناؤه عنه، وتتراكم هذه الخصال وتتجمع حتى يأتي نسل بعيد يكون فيه من الخصال والصفات البدنية ما يجعله يخالف جدوده القديمة فتنشأ الأنواع الجديدة على هذه الكيفية.
ثم جاء «داروين» العالم الإنجليزي ووضع سنة 1859 كتابه «أصل الأنواع» وقال إن «تنازع البقاء» بين الأفراد هو أكبر عامل يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع وبقاء بعضها؛ لأن هذا التنازع يفضي إلى «انتخاب طبيعي» بينها، فكأن الطبيعة مرب يحابي بعض الأفراد فيبقيها ويمنع البعض الآخر من التناسل فتنقرض، فإذا اشتد اختلاف الأفراد صار هذا الاختلاف نقصا أو ميزة يؤديان إلى بقاء البعض وانقرض البعض الآخر، فتنشأ سلالات جديدة، ثم تتجمع الصفات الجديدة في هذه حتى تصير السلالات أنواعا جديدة.
وجاء «سبنسر» العالم الإنجليزي بعد داروين، فعمم النظرية حتى جعلها تشمل الهيئة الاجتماعية الإنسانية، وكيف انتقلت بالتدرج من الوحشية إلى المدنية، وكيف أنها دائمة التطور شأنها في ذلك شأن النبات أو الحيوان.
অজানা পৃষ্ঠা