নাজারিয়্যাত মাকরিফা
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
জনগুলি
وربما كانت الخطوة الأولى التي تقربنا إلى ذلك النوع الخاص من الخروج عن الموقف الطبيعي - الذي كان هوسرل يدعو إليه - هو الشك الديكارتي، وأقول: إن هذه الخطوة «تقربنا» من مقصد هوسرل، ولكنها لا تنفذ بنا إلى صميمه؛ إذ إن الشك الديكارتي إذا كان ينظر إلى العالم على أنه وهم أو خداع، فإنه لا يغير شيئا من الوضع العام للعالم بوصفه موجودا،
25
وبقدر ما ينضم هذا الشك إلى مجموعة المحاولات التي بذلت - منذ أفلاطون حتى باركلي - من أجل تقديم حجج تزعزع يقيننا بوجود العالم، فإنه يظل - كهذه المحاولات ذاتها - دائرا في فلك الموقف الطبيعي، ولكن في الشك الديكارتي جانبا آخر يقربه من موقف هوسرل؛ ذلك لأن شك ديكارت لم يكن «مذهبيا»، بمعنى أنه لم يكن يعبر عن حالة فعلية من الشك لا يستطيع الفيلسوف الخروج منها، ويجد نفسه عاجزا عن الخلاص من أحابيلها، وإنما كان «منهجيا»، أي شكا إراديا متعمدا، يقوم به الفيلسوف وفي ذهنه هدف محدد، ويمارسه بحرية وبقدر ما يساعده على تحقيق هذا الهدف.
بهذا المعنى يقترب الشك الديكارتي من منهج «وضع العالم بين قوسين» عند هوسرل، الذي كان بدوره منهجا يتبع بحرية كاملة، ويعمد الفيلسوف إلى اتخاذه نظرا إلى ما يترتب عليه من نتائج، وكما أن الشك الديكارتي قد انتهى في آخر المطاف إلى استرداد نفس العالم الذي كان في البدء يرتاب فيه، بل إن هذا العالم كان طوال الوقت موجودا بالفعل، حتى عندما كان الشك قد بلغ أوجه، فكذلك لا يؤدي وضع العالم بين قوسين إلى المساس بحقيقة وجود العالم كما يتمثل للوعي، وإن كان يعطل هذه الحقيقة بفعل إرادي واع يستهدف تحقيق نتائج فلسفية معينة من هذا التعطيل: «إن ما نعطله
metton hors du jeu
هو الوضع العام
thése
الذي ينتمي إلى ماهية الموقف الطبيعي، فنحن نضع بين أقواس كل ما يتضمنه هذا الوضع في مجال الوجود، وبالتالي كل هذا العالم الطبيعي الذي هو دائما «هناك بالنسبة إلينا»، والذي هو «ماثل» ولا يكف عن أن يظل هناك بوصفه «واقعا
réalité » بالنسبة إلى الوعي، حتى عندما يروق لنا أن نضعه بين أقواس، وعندما أسير على هذا النحو، وهو أمر يدخل تماما في نطاق قدرة حريتي، لا أنكر إذن هذا العالم كما لو كنت سفسطائيا، ولا أضع وجوده موضع الشك، كما لو كنت شكاكا (مذهبيا)، وإنما أمارس التعليق
pochéé
অজানা পৃষ্ঠা