89

من ما يستدل عليه أنصار الخليفة الأول في صحة خلافته قولهم: أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما ناداه بلال للصلاة في مرض موته قال: يا بلال مر أبا بكر فليصل بالناس، ثم قاسوا الخلافة على إمامة الصلاة، فإذا جعله الرسول إماما للصلاة فنقيس الخلافة على الصلاة ونجعله نحن خليفة قياسا على الصلاة، وقالوا: رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا أو كما قالوا.

والجواب والله الموفق: أن الذي قال يا بلال مر أبا بكر فليصل بالناس هو عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وآله، لا رسول الله صلى الله عليه وآله، كما في الرواية عن أهل البيت عليهم السلام بأسانيدهم الصحيحة الموثوقة وكفى بإجماعهم حجة.

ومما يؤيد ما قلنا هو ما اشتهر وذكره أهل السير ونقله الأثر أن الرسول صلى الله عليه وآله حين علم بصلاة أبي بكر خرج على الفور معتمدا على الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب ورجلاه تخطان في الأرض ورأسه معصوب ونحا أبا بكر أو تنحى له، وصلى هو صلى الله عليه وآله بالناس، ثم قام بعد الصلاة خطيبا وحذر من الفتن وبالغ في التحذير، هذا ما اشتهر.

وفي رواية من روايات أهل البيت وغيرهم أنه قال صلى الله عليه وآله بعد ذلك: ((إني تارك فيكم...الخ)) حديث الثقلين.

পৃষ্ঠা ৮৯