وبعد فهو مذهب لا ينبغي أن يعد أهله من المسلمين، كيف وقد
نسبوا إلى ربهم كل فاحشة وكل قبيح وكل معصية، ونزهوا أنفسهم من ذلك، ونزهوا الشيطان، وقالوا: كل زنا وكل معصية وقعت فالله تعالى هو الذي فعله وخلقه وشاءه وقدره ليس لأحد فعل، لم يلتفتوا إلى آيات القرآن التي ترد عليهم وتكذبهم، وكما في القرآن من أمثال قوله تعالى: ((تصنعون))، ((تفعلون))، ((تعملون))، ((تتخذون))، ((تكذبون))، ((وتخلقون إفكا))، ((تدعون)).
[الشفاعة]
ومنها الشفاعة، فعند أئمتنا عليهم السلام أنها خاصة بالمؤمنين، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: ((ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)) [غافر:18]، ((وما للظالمين من أنصار)) [البقرة:270]، وقوله تعالى:
((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا)) [البقرة:123]، وغيرها من الآيات.
وما يلزم القائلين بأنها لأهل الكبائر من الإغراء بالمعاصي والكبائر، وهذا معناه هدم الدين والتكذيب بمعنى نحو قوله تعالى: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر)) [النحل:90]، وهذا في الواقع فكرة شيطانية، فهو الذي يهون الجرائم، ويصغر العظائم.
পৃষ্ঠা ৫৪