Nayl Al-Amany min Fatawa Al-Qadi Muhammad bin Ismail Al-Amrani
نيل الأماني من فتاوى القاضي محمد بن اسماعيل العمراني
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
জনগুলি
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة فضيلة صاحب الفتاوى للطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه الطبعة الثانية من كتاب (نيل الأماني) نقدمها للقراء حيث قد نفدت الطبعة الأولى والناس يطالبونني بإخراج طبعة جديدة ليطلع عليها من لم يكن معه نسخة من الطبعة الأولى ويلحوا في طلب إعادة طبعها في أقرب وقت ممكن ليعم النفع لمن لم يكن له أيِّ نسخة من الطبعة الأولى، ولهذا كان إعادة طبعها حسب طلب المذكورين، والله ولي الهداية والتوفيق.
جمادي الآخر سنة (١٤٣٨) هـ الموافق ١٦ مارس سنة (٢٠١٧) م
ملاحظة:
علما أن هذه الطبعة الجديدة ستكون أكثر فائدة من الأولى لأن فيها زيادات مفيدة على ما في الطبعة الأولى كما لايخفى على من سيطلع على هذه الطبعة الجديدة.
محمد بن إسماعيل العمراني سامحه الله
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة صاحب الفتاوى للطبعة الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، (وبعد)
فإن هذه الفتاوى التي بيد القارئ هي بعض الفتاوى التي كنت أجبت بها على بعض الأسئلة التي كانت تقدم إليَّ في جامعة الإيمان أو في مسجد الزبيري أو مما كان قد أذيع في إذاعة الجمهورية العربية اليمنية بصنعاء في برنامج (فتاوى) الديني الذي كان يذاع في الساعة الثانية ظهرًا ويعاد في الساعة السابعة صباحًا في اليوم الثاني في مدة طويلة تزيد على ثلاثين عامًا.
وقد أذنت بتقديمها للطبع على ما هي عليه لم أزد فيها أيِّ شيء ولم أضف إليها أيِّ زيادة على ما هي عليه ولم أحذف منها أيَّ شيء، وكم كان بودي أن أتريث قليلًا حتى أبحث عن البقية من الفتاوى التي كنت أجبت عنها وتنشر في بعض الصحف وفي بعض المجلات لكنها بعيدة عني أو قد ضلت أو ضل أكثرها.
كما كان بودي أن أهذب بعض العبارات في هذه الأجوبة الماثلة للطبع ولكن أوقاتي الضيقة لم تساعدني على ذلك، ولعل ما كتبته في هذه الأجوبة بالنسبة إلى الفتاوى التي قد طبعت لكثير من علماء العصر ولغيرهم ممن سبقهم كنسبة مياه الآبار من مياه البحر الزخار، أو كنسبة قطرات مياه الزنين من مياه الوابل الغزير والغيث المدرار، ولهذا فإني أعلن لكل مطلع أنها خاضعة للنقد البنا المربوط بالدليل الصحيح، وجزا الله خيرًا من سيصوب أيَّ خطأ وقع في بعض أجوبتي مهما كان مؤيدًا بالحجة القوية والبرهان الواضح لأكون له من الشاكرين إن شاء الله.
وإن تجد عيبًا فسد الخللا … فجل من لا عيب فيه وعلا.
وحسبي أني قد أديت بعض ما يجب عليَّ بقدر الإمكان وبحسب المستطاع (ولينفق كل ذي سعة من سعته)، وقبل أن أختم هذه المقدمة المتواضعة أحب أن أنتهز هذه الفرصة لأقدم شكري الجزيل لسماحة الشيخ العلامة (عبدالمجيد بن عزيز الزنداني) رئيس جامعة الإيمان حفظه الله الذي يرجع الفضل إليه في إخراج هذه الفتاوى التي أرجوا من الله أن ينفع بها وذلك بعد الله ﷾ الذي لا أحصي الثناء عليه هو كما أثنى على نفسه وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
حرر بتاريخ/ ربيع أول ١٤٢٨ هـ الموافق/ إبريل ٢٠٠٧ م …
الراجي عفو ربه ومغفرته
محمد بن إسماعيل العمراني
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة جامع الفتاوى للطبعة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونسترشده ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﵌، أما بعد:
فيسرني أن أقدم لطلاب العلم خصوصا وللمسلمين عموما الطبعة الثانية من كتاب (نيل الأماني من فتاوى القاضي العلامة/ محمد بن إسماعيل العمراني) رحمه الله تعالى ورفع مقامه مع النبيين والصديقين في جنات النعيم، ونفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين، وتتميز هذه الطبعة عن الطبعة الأولى بميزتين مفيدتين هما:
الأولى: إضافة عدد من الفتاوى الجديدة التي لم تتضمنها الطبعة الأولى، وقد أضيفت في معظم كتب وأبواب الكتاب، وقد تبلغ نسبة الفتاوى الجديدة المضافة ٢٠% من مجموع الفتاوي التي اشتمل عليها الكتاب، وقد حصلت على الفتاوى المضافة من الأخ المرحوم العزي (محمد الجومري) الذي كان طالب علم متميز عند فضيلة صاحب الفتاوى، ومن تميزه أنه كان يحرص على تصوير معظم أوراق الفتاوى التي كان يجيب عليها فضيلة صاحب الفتاوى لمدة خمسة عشر سنة أو أكثر، وقبل وفاته بمدة سلَّم لي صور أوراق الفتاوى التي كان محتفطًا بها لفرزها وحذف المكرر منها وإدخال مالم يكن قد دخل منها في كتاب (نيل الأماني - الطبعة الأولى) ليستفيد منها طلاب العلم وعامة المسلمين فرحمه الله تعالى وأجزل ثوابه وجعل ما احتفظ به علمًا يُنتفع به يلحقه ثوابه بعد موته.
الثانية: إعادة ترتيب المسائل في كثير من كتب وأبواب الكتاب حيث تم ترتيب الأسئلة بوضع السؤال والجواب تحت العنوان المناسب له، ووضع الأسئلة المتحدة في المعنى عقيب بعضها ما أمكن ذلك، وبهاتين الميزتين ولا سيما إضافة الفتاوى الجديدة تكون الطبعة الثانية أكثر فائدة وأكثر علمًا من الطبعة الأولى لطلاب العلم ولكل من يطلع عليها من الذكور والأناث، وقد تمت مراجعته لغويًا لتقليل الأخطاء اللغوية، وقد تم حذف أرقام الأحاديث من التخريج لعدم مطابقة الأرقام لبعض نسخ الأحاديث في كتب الحديث التسعة، وتمت مراجعة الأدلة وتم استبدال نصوص الأحاديث غير المشكلة بالنصوص المشكلة في معظم الأحاديث.
فهذا كتاب (نيل الأماني) في طبعته الثانية لاشتماله على كثير من الفتاوى الجديدة التي لم تكن في طبعته الأولى ولكون مسائله معتمدة على نصوص القرآن الكريم وأصح الأدلة من الأحاديث النبوية ومعظمها مما في (صحيح البخاري وصحيح مسلم) ولتحرر مسائله من التقيد بأيِّ مذهب من المذاهب الفقهية فهو صالح لأن يكون منهجًا لتعلم فقه (العبادات والمعاملات) المستنبطة من نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الصحيحة فهو بحق وحقيقة يصدق عليه مسمى (فقه السنة) وهو صالح لأن يكون منهجًا ومرجعًا لتعلم وتعليم الفقه الإسلامي المستقل عن التمذهب في مساجد اليمن ومراكزه العلمية خاصة ومساجد ومراكز العالم الإسلامي عامة لصلاحيته أن يكون بديلًا عن الفقه المذهبي الشيعي والسني لأنه فقه يوحد الأمة ويسهِّل تحقق اعتصامها (بحبل الله المتين) المتمثل في نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة الصحيحة الذي أمر الله جميع المسلمين
1 / 3
بالتمسك به في قوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (^١) وقوله تعالى ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (^٢) في الآيتين دلالة على وجوب التمسك بنصوص الوحي الإلهي قرآنًا وسنةً في مسائل (الاعتقاد والعبادات والمعاملات والأخلاق والعلاقات) وغيرها من أمور الدين، ودلالة على وجوب تقديم نصوص الوحي الإلهي على نصوص متون وشروح المذاهب الفقهية في التعلم والتعليم والعمل ولاسيما الأراء الفقهية التي تخالف نصوص القرآن والسنة مخالفة واضحة صريحة لأن هذه الآراء المخالفة هي من الباطل الذي لُبِّس بالحق، وتعلمها وتعليمها والعمل بها حرام للنهي عنها في قوله تعالى ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (^٣) وقد توعدالله كل من يقدم آراء واجتهادات أئمة المذاهب الفقهية أو الطوائف المنتسبة للإسلام على هدي الله المتمثل في نصوص الوحي الإلهي بسلب الولاية والنصرة منه كما في قوله تعالى ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (^٤) والإجتهادات المخالفة لنصوص الوحي الإلهي ومقاصدها في كتب متون وشروح المذاهب الفقهية وكتب الطوائف المنتسبة للإسلام هي من (أهواء الذين لايعلمون) التي حرم الله اتباعها في التعلم والتعليم والعمل في قوله تعالى ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (^٥)، بينما من المعلوم لدى كل الناس أن الفقه المذهبي فرَّق الأمة ومزقها شر ممزق وولَّد بين أبنائها العداوة والبغضاء التي هي أعظم غاية للشيطان الرجيم المبينة في قوله تعالى ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾ (^٦) وتعلُّم الفقه وتعليمه من كتب متون وشروح نصوص المتون في المذاهب الفقهية الشيعية والسنية التي قد لا يعرف المعلم ولا المتعلم أن ما يعلِّمه أويتعلَّمه هو مراد الله وهديه في أيِّ مسألة من المسائل الفقهية التي اشتملت عليها كتب المتون والشروح لجهل المعلم والمتعلم بمعظم أدلتها من نصوص القرآن والسنة، ولأن بعضها يوافق الأدلة من نصوص القرآن والسنة وبعضها يخالف نصوص القرآن ونصوص السنة الصحيحة، فهذا المنهج في تعلم وتعليم الفقه من كتب متون وشروح المذاهب الفقهية الشيعية والسنية هو تحقيق لطاعة الشيطان في أهم مقصد من مقاصده في إغواء البشر وإضلالهم عن إتباع هدى الله عزوجل وهو القول على الله بغير علم، وقد حذر الله العباد من طاعة الشيطان في القول على الله في الدين بغير علم في قوله تعالى ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (^٧) وتعلم مسائل الفقه من متون وشروح المذاهب الفقهية التي لاتنص ولا تذكر أدلة المسأئل التي اشتملت عليها بأدلتها من نصوص القرآن والسنة هو من القول على الله بغير علم وهو أعظم طاعة وعون للشيطان الرجيم في صرف العباد عن صراط الله المستقيم الذي أمرهم باتباعه في قوله تعالى ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا
_________
(^١) - آل عمران: آية (١٠٣)
(^٢) - الزخرف: آية (٤٣)
(^٣) - البقرة: آية (٤٢)
(^٤) - البقرة: آية (١٢٠)
(^٥) - الجاثية: آية (١٩، ١٨)
(^٦) - المائدة: آية (٩١)
(^٧) - البقرة: آية (١٦٩).
1 / 4
السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (^١) كما أنه أعظم وسيلة لتضليل العباد عن هدى الله وإبعادهم عنه، وسيحمل المعلمون أوزارهم ومعها أوزار من يعلمونهم ويضللونهم بغير علم وقد حذرهم الله من هذه العاقبة والعقوبة في قوله تعالى ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً … يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ (^٢) وقوله تعالى ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (^٣)، وقد بين الله عزوجل أن القول على الله بغير علم من أكبر كبائر الإثم التي تساوي ذنب الإشراك بالله ﷿ وتزيد عليه في الإثم والعقاب في قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (^٤) الآية رتبت الذنوب من الأخف إلى الأغلظ ومن الأدنى إلى الأعلى وجعلت القول على الله بغير علم أغلظ وأشد وأعلى من الإشراك بالله تعالى، وذنب الإشراك بالله تعالى كبير عند الله بل من أكبر الكبائر وهو ذنب لايغفر الله لفاعله ويحرمه من دخول الجنة ويستوجب له الخلود في نار جهنم وهذه العقوبة واضحة في قوله تعالى ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ (^٥) وهويستوجب إحباط حسنات فاعله من أيِّ عمل صالح كان يفعله لقوله تعالى ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (^٦) وهو يستوجب لفاعله وصف الضلال البعيد عن هدى الله المتمثل في نصوص القرآن والسنة الصحيحة لقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ (^٧)، وذنب القول على الله بغيرعلم هو أشد من ذنب الإشراك بالله تعالى وهو يستوجب لفاعله غضب الله ومقته وسخطه، وعقابه أكبر من عقاب ذنب الإشراك بالله تعالى لترتيبه بعد الإشراك بالله تعالى في قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، وهذا كتاب (نيل الأماني) معظم مسائله مدعمة بنصوص القرآن والسنةالصحيحة وبهذه الميزة يطمئن المعلِّم والمتعلِّم لمسائله لأنه يعلم ويتعلم مراد الله عزوجل المبين في نصوص الوحي الإلهي من نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الصحيحة، ولعلمي بحاجة الأمة إليه في كل مكان وفي كل زمان للتفقه في أمور دينها فقد أذنت إذنًا مطلقًا لكل من يريد طبعه ونشره لعموم المسلمين مجانًا سواءًا وزارات الأوقاف في الدول الإسلامية أو أيِّ جهة رسمية أو أهلية أو أي فاعل خير يريد طبعه وتوزيعه مجانًا على المساجد والمراكز العلمية أو على أئمة المساجد والخطباء والعلماء وطلاب العلم والدعاة وغيرهم أو لجميع الجهات الرسمية والأهلية، ولايحتاج إلى مؤاذنتي في الطبع أو النشر لا خطيًا ولا شفهيًا، كما أنني قد أذنت إذنًا مطلقًا لكل من يريد ترجمته إلى أيِّ لغة غير اللغة العربية موصيًا من يترجمه بالتحري الشديد وتوخي الدقة والأمانة في نقل المعاني التي تضمنتها الألفاظ العربية بدون زيادة ولانقصان، ولايحتاج إلى مؤاذنتي لا في الترجمة ولا في النشر ولا في التوزيع، هذا وإني لأحتفظ بحقوق الطبع التجاري فلا يحق لأحد يريد طبعه لبيعه
_________
(^١) - الأنعام: آية (١٥٣)
(^٢) - النحل: آية (٢٥).
(^٣) - العنكبوت: آية (١٣).
(^٤) - الأعراف: آية (٣٣).
(^٥) - المائدة: آية (٧٢).
(^٦) - الزمر: آية (٦٥)
(^٧) - النساء: آية (١١٦).
1 / 5
بالثمن إلا بإذن مني، أسأل الله عزوجل أن ينفع بهذه الطبعة كما نفع بالطبعة الأولى إنه ولي ذلك والقادر عليه، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، حرر في يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام ألف وأربعمائة وأربعين من هجرة الرسول ﷺ، وتم الفراغ من مراجعته وتجهيزه للطبع والنشر يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الثاني من عام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين من هجرة الرسول ﷺ، الموافق السادس عشر من شهر نوفمبر من عام (٢٠٢١) م …
جامع الفتاوى
الشيخ/ عبد الله بن قاسم بن هادي ذيبان
1 / 6
مقدمة جامع الفتاوى للطبعة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونسترشده ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﵌، أما بعد:
فإنه لما كانت حاجة طلاب العلم خصوصًا والدعاة إلى الله وسائر المسلمين عمومًا إلى آراء فقهية مستندة إلى أدلة صحيحة من الكتاب والسنة غير متحيزة إلى مذهب فقهي معين من المذاهب الإسلامية في كثير من قضايا العبادات والمعاملات ولا سيما في المسائل التي لم ترد بشأنها نصوص صحيحة صريحة تبين حكم الشرع فيها.
ولما كانت فتاوى فضيلة شيخي القاضي العلامة الزاهد الورع (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى وأطال في عمره ونفع الله الأمة بعلمه محل قبول من جميع أبناء اليمن خصوصًا والمسلمين عمومًا على اختلاف مذاهبهم الفقهية لما تميز به فضيلة صاحب الفتاوى من الاستقلال التام عن التمذهب ولما تميز به من الاعتدال وعدم التحامل على أيِّ مذهب من المذاهب الفقهية الإسلامية لنهجه نهج سلفه فضيلة شيخ الإسلام القاضي العلامة المجتهد المطلق (محمد بن على الشوكاني) رحمه الله تعالى، رغبت في جمع بعض آراء فضيلته، وقد جمعت بعضها من أشرطة الفيديو المسجلة أثناء تدريس فضيلته كتاب (الدراري المضيئة) لشيخ الإسلام القاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) لطلاب أول سنة من طلاب جامعة الإيمان والبعض الآخر مما كان يحتفظ به لديه من صور أو تسجيل من فتاوى فضيلته في إذاعة صنعاء.
فكرة جمع الفتاوى
كانت بداية فكرة الجمع عرضًا من الأخ الشيخ (عارف بن أحمد الصبري) الذي كان يعمل معيدًا بجامعة الإيمان بجمع إجابات فضيلة شيخنا أثناء تدريسه كتاب (الدراي المضيئة) لطلاب كانوا في السنة الثانية في ملزمة توزع على الطلاب للاستفادة منها للتقوي في المادة، فاستحسنت الفكرة ورغبت في جمع إجابات فضيلة الشيخ مع جمع ما يمكن الحصول عليه من فتاوى فضيلته في إذاعة صنعاء وإخراجها في كتاب لتكون الفائدة أعم وأشمل، فعرضت الفكرة على فضيلة صاحب الفتاوى القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى فوافق وأعطاني ما لديه من صور وأشرطة كانت مسجلة لفتاواه التي كانت تذاع في إذاعة صنعاء لتفريغها وإدخالها ضمن أبواب الكتاب وكان محتفظًا بها.
وقد كنت سمعت من فضيلته حظًا لطلابه في (جامع الزبيري) على أنه من أفضل الأعمال والقربات طلب العلم والتأليف وأن من الأعمال الجليلة والنافعة تأليف كتاب وإخراجه للأمة لتنتفع به الأمة إلى يوم القيامة فتولد لدي عزم قوي على تأليف ما يمكن الحصول عليه من فتاوى فضيلته وإخراجه للأمة للانتفاع به وكان هذا الحض بالنسبة لي دافعًا قويًا للشروع في العمل.
ثم عرضت الفكرة على فضيلة العلامة رئيس جامعة الإيمان الشيخ الداعية (عبد المجيد بن عزيز الزنداني) حفظه الله تعالى وأطال في عمره ونفع بعلمه وعمله الإسلام والمسلمين فوافق على الفكرة وشجعني عليها وحرر توجيهًا إلى فضيلة مدير الجامعة آنذاك الشيخ الدكتور (عبد الوهاب الديلمي) حفظه الله تعالى بتوفير كل المستلزمات من الأجهزة والأشرطة والطباعة والتصوير.
فاستعنت بالله تعالى وشرعت في جمع الفتاوى وترتيبها على أبواب الفقه فكان هذا الكتاب وفيه حصر لمسائل كثيرة في كل باب من أبواب الفقه البعض منها مسائل مستجدة لم يسبق أن ذكرت في كتب الفقه المتداولة،
1 / 7
والبعض الآخر عبارة عن ترجيحات لفضيلة صاحب الفتاوى في مسائل فقهية مختلف فيها بين الفقهاء، وأسميته (نيل الأماني من فتاوى القاضي محمد بن إسماعيل العمراني) وإنما جعلت عنوان الكتاب (من فتاوى) بدلًا من أن يكون (فتاوى الشيخ العلامة محمد بن إسماعيل العمراني) لأن التي جمعتها ليست كل الفتاوى التي أجاب بها فضيلتة ولا هي أكثرها بل هي التي ظفرت بها، وإلا فله مدة طويلة أكثر من ثلث قرن وهو يجيب على الأسئلة التي تقدم إليه من الإذاعة أو من الصحافة أو من أيدي المواطنين صباحًا ومساءً من كل يوم تشرق عليه الشمس حتى في أيام الجمع والأعياد، ولهذا جعلت عنوان هذا الكتاب (من فتاوى القاضي محمد بن إسماعيل العمراني) بدلًا من فتاواه حفظه الله وبارك في أيام عمره ونفع الله بعلمه وعمله الإسلام والمسلمين.
الغرض من تأليف الكتاب
لكثرة المسائل التي اشتمل عليها الكتاب في كل باب من أبواب الفقه من ترجيحات وآراء فقهية مستقلة عن المذهبية أظن أن الكتاب سيكون مفيدًا لكل من الفئات التالية:
١ - طلاب العلوم الشرعية ولا سيما طلاب جامعة الإيمان.
٢ - الدعاة إلى الله تعالى.
٣ - مدرسو حلقات الفقه في المساجد لاشتماله على كثير من أحكام العبادات والمعاملات التي يحتاج إليها المسلم لمعرفة أحكام دينه ولأن أدلتها منتقاة من الكتاب والسنة الصحيحة.
٤ - مدرسو مادة الفقه في الجامعات والمعاهد والمدارس الحكومية والأهلية.
٥ - قضاة المحاكم الشرعية والمحامون.
٦ - صلاحيته لأن يكون مرجعًا في البيت لكل مسلم ومسلمة للاستفتاء عن الأحكام الشرعية التي قد تعرض الحاجة إلى معرفتها في أيِّ باب من أبواب الفقه سواءً كانت في عباداته أو معاملاته أو أحواله الشخصية أو غيرها من أحكام الفقه الإسلامي.
منهجية جمع الفتاوى
أما المنهج الذي اتبعته في جمع الفتاوى فكان على أربع مراحل هي:
المرحلة الأولى: تفريغ أشرطة كتاب (الدراري المضيئة) الأسئلة والأجوبة وترتيبها مع صور فتاوى الإذاعة على أبواب الفقه، وطبع ما يفرغ بالكمبيوتر وعرض المطبوع على صاحب الفتاوى لإبداء ملاحظاته ولإضافة ما يرى احتياجه إلى الإضافة والاستكمال لأن الغالب أن الإجابات على أسئلة الطلبة في قاعة الدراسة كانت مختصرة عكس فتاوى الإذاعة.
المرحلة الثانية: تفريغ أشرطة الإذاعة وحذف المكرر منها وطباعتها وعرضها على فضيلة صاحب الفتاوى.
المرحلة الثالثة: إدخال فتاوى الإذاعة ضمن أبواب الكتاب لوضع كل سؤال في المكان المناسب له بحسب السؤال الذي قبله أو الذي بعده مع الحرص على أن يكون معناهما متحدًا أو متقاربًا، وقد حذفت كل ما كان منها مكررًا وأبقيت ما كان مكررًا لكن في إجابة أحد الأسئلة زيادة فائدة على ما في الآخر حرصًا على الفائدة الزائدة في الإجابة الأخرى، لأن الهدف هو البحث عن كل فائدة علمية أو زيادة إيضاح في موضوع السؤال، وقد حرصت على وضع عناوين لبعض المسائل للفت انتباه القارئ أو المطالع على حكم المسألة لتسهيل الرجوع إلى المسألة المطلوبة بواسطة فهرست الأبواب الموجودة في أول باب كل كتاب وفهرست المسائل في أول كل باب كما يشاهده المطالع.
1 / 8
المرحلة الرابعة: استكمال الأدلة على المسائل التي لم يذكر فضيلة صاحب الفتاوى عليها أدلة أثناء التدريس أو وردت في سياق فتاوى الإذاعة ولم يذكر عليها أدلة وهي بحاجة إلى ذكر أدلة أكثر للإيضاح، وقد قوى لدي العزم بإضافة أدلة للمسائل التي لم يذكر فضيلة صاحب الفتاوى أدلة عليها في سياق كلامه أو التي هي بحاجة إلى أدلة أكثر للإيضاح اقتراح عرض عليَّ من فضيلة الشيخ (سمير الشميري) المتخرج من جامعة الإيمان وقد أصبح دكتورًا يدرس في الجامعات، وهو من طلاب جامعة الإيمان الدفعة الأولى، فقمت بهذا العمل لتكون الفائدة من الكتاب أكثر وقد عملت قدر المستطاع على تحقيق ذلك.
طريقة تخريج الأدلة
وبشأن الأدلة فقد تم تخريج أدلة الكتاب كلها، الآيات القرآنية بذكر السورة ورقم الآية فيها،
والأحاديث النبوية تم تخريجها تخريجًا كاملًا مع ذكر أطراف الحديث وبعض معاني ألفاظ متن الحديث بواسطة الكمبيوتر، وقد تم الاعتماد على القرص الإلكتروني لبرنامج موسوعة الحديث الشريف (الكتب التسعة) الإصدار الثاني لشركة البرامج الإسلامية الدولية، وهو القرص الوحيد المتميز حتى الآن بذكر التخريج ومعاني الألفاظ وأطراف الحديث.
وقد اعتمد في ترقيم أحاديث التخريج على ترقيم العالمية كما ذكر في القرص، وحرصت على أن يكون اللفظ المخرج هو لفظ صحيح البخاري فإن لم يكن الحديث في صحيح البخاري فلفظ صحيح مسلم فإن لم يكن الحديث في أيِّ من الصحيحين فلفظ إحدى الأمهات الست مع تذييله بحكم الألباني على الحديث من حيث التصحيح أو التحسين أو التضعيف مع عزو الحكم إلى مرجعه وذكر رقم الحديث في المرجع ليسهل على القارئ الرجوع إليه للتأكد من صحة الحديث إن أراد،
وليكون القارئ المستعجل والذي لا يتمكن من الرجوع إلى مصادر الحديث على معرفة بحكم الحديث من حيث الصحة أو الضعف لأن كتب الحديث فيما عدى الصحيحين قد اشتملت على الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة الأمر الذي يستلزم ضرورة تبيين حكم كل حديث من أحاديثها ليتمكن المطلع عليها من معرفة المقبول منها والمردود.
وإذا لم يكن الحديث في إحدى الأمهات الست فإنه يخرج من كتب الحديث الأخرى مع تذييله بحكم الألباني على الحديث إن وجد.
ميزة الكتاب
ويتميز الكتاب بأن تخريج أدلته الحديثية معظمها بلفظ البخاري كما يتميز بتذييل تخريج معظم أدلته الحديثية مما ليست في الصحيحين بحكم الألباني عليها من حيث التصحيح والتحسين والتضعيف.
كما يتميز الكتاب بتخريج الحديث في كل موضع ذكر فيه متن الحديث أو بعضه في أثناء كلام فضيلة صاحب الفتاوى، حتى ولو قد ذكر في موضع آخر من الكتاب ولكنه في الباب الواحد لا يعاد التخريج وإنما يشار إلى سبق تخريج الحديث في نفس الباب مع ذكر الراوي للحديث ومصدر الحديث ورقم الحديث فيه وذكر حكم الألباني على الحديث من حيث التصحيح أو التحسين أو التضعيف إذا لم يكن في أحد الصحيحين ليكون القارئ على معرفة بحال الحديث وليسهل على الباحث الرجوع إلى مصدر الحديث إن أراد، وإن تكرر الحديث في نفس الصفحة أو الصفحات التالية القريبة منها فلا يعاد التخريج ولا الإشارة إلى سبق تخريجه، ولأنه يلاحظ أن الكتب التي لا تعيد تخريج الحديث أو ذكر حكمه من حيث التصحيح أو التحسين أو التضعيف ويكتفي فيها بعبارة (سبق تخريجه) بدون أن يشار إلى موضع التخريج أو حتى لو أشير برقم
1 / 9
أو نحوه فإن البحث عن تخريج الحديث بين صفحات الكتاب يكلف القارئ شيئًا من الجهد والوقت حتى يعثر على التخريج لمعرفة مصدر الحديث من الأمهات الست أو غيرها من كتب الحديث ومن ثمَّ يعرف حكم الحديث إذا لم يكن في أحد الصحيحين، وفي الغالب لا يعثر الباحث على التخريج المشار إليه بعبارة (سبق تخريجه) إلا بعد إهدار بعضًا من الوقت وأحيانًا بعد إهدار الكثير من الوقت وبعد جهد وتعب.
أما غير الباحثين وهم غالبية القراء فإنهم لا يرجعون إلى ما سبق من التخريج المشار إليه بعبارة (سبق تخريجه) ولا يحمِّلون أنفسهم عناء البحث ومشقته بل يكتفون بالقراءة العادية للحديث كما هو مع بقاء الكثير منهم ممن لم يكن له إلمام كبير وباع طويل وتخصص في علم الحديث في تردد وحيرة من قبول الحديث أو رده، والعمل به أو تركه لعدم تيقن القارئ من مصدر الحديث وحكمه.
وللتيسير على القارئ والباحث وإعفائه من عناء البحث عن التخريج السابق للحديث والرجوع إليه ولتوفير وقته وجهده الذين سيبذلهما لمعرفة حال الحديث تم تخريج كل حديث في كل موضع ذكره فيه صاحب الفتاوى إلا ما تكرر ذكره في الباب الواحد فإنه اكتفى بالإشارة إلى التخريج الذي سبق ذكره في الباب نفسه بعبارة (سبق ذكره في هذا الباب) مع ذكر الراوي والمصدر ورقم الحديث فيه وحكم الألباني على الحديث في الباب الواحد.
وهذه ميزة تميز بها الكتاب بغية تيسير معرفة القارئ أو الباحث لحكم الحديث ومصدره في كل موضع يذكر فيه لرفع الحيرة والتردد عن العمل بالحديث أوالاستدلال أو الاستشهاد به ومما قوى العزم على انتهاج هذه الطريقة في التخريج هو التأسي بإمام المحدثين الإمام الحافظ الحجة (محمد بن إسماعيل البخاري) ﵀ في كتابه الشهير المعروف بـ (صحيح البخاري) فإنه كان يكرر الحديث الواحد فيه عدة مرات بحسب مواضع الاستشهاد بالحديث في أبواب الفقه المختلفة وأحيانًا كان يكرر الحديث الواحد عدة مرات في الباب الواحد بحسب ما يستنبط من الحديث من الأحكام الفقهية التي كان يجعل لكل منها عنوانًا خاصًا ويذكر تحت كل عنوان منها متن الحديث ولفظه الذي قد سبق ذكره تحت عنوان آخر.
مراجعة الفتاوى من قبل صاحب الفتاوى
وقد تمت مراجعة الفتاوى من قبل صاحب الفتاوى فضيلة الشيخ القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى عدة مرات.
فكانت المراجعة الأولى: بعد الانتهاء من تفريغ وترتيب وطباعة أشرطة تدريس كتاب (الدراري المضيئة).
والمراجعة الثانية: عقيب الانتهاء من تفريغ وطباعة فتاوى الإذاعة.
والمراجعة الثالثة: كانت لمجموع إجابات أسئلة التدريس وفتاوى الإذاعة عقيب الانتهاء من إدخال (فتاوى الإذاعة) ضمن فتاوى (التدريس).
والمرحلة الرابعة: بعد الانتهاء من طباعة الأدلة على المسائل التي لم يكن عليها أدلة أو كانت بحاجة إلى أدلة إضافية.
كل هذا حصل للتأكد من أن كل ما هو موجود في الكتاب هو عين وآخر آراء فضيلة صاحب الفتاوى وأنه لم يكن قد تغير رأيه في أيِّ مسألة من المسائل التي تضمنها الكتاب.
فهرسة الكتاب
وقد تميز هذا الكتاب بفهرسته فهرسة متميزة عن غيره من كتب الفقه المتداولة، حيث فهرس أولًا بذكر أبواب كل كتاب من الكتب المشتمل عليها هذه الفتاوى مثل (كتاب العقيدة وكتاب الطهارة وكتاب الصلاة … إلخ) في أول
1 / 10
صفحة في الكتاب، وذكر أهم المسائل في كل باب في أول صفحة من الباب لتسهيل رجوع القارئ إلى المسألة التي يريدها، وقد اقتبست هذه الفهرسة من خلال إطلاعي على أحد كتب الدكتور (عبد الرحمن الحجي) العراقي الجنسية المتخصص في دراسة تاريخ الأندلس، كما تمت فهرسته في آخر الكتاب بذكر الكتب والأبواب وهذه هي الفهرسة المتعارف عليها في نهاية معظم الكتب.
وكان البدء في جمع هذه الفتاوى في يوم الخميس بتاريخ ٢٣ من شهر ذي الحجة ١٤١٨ هـ الموافق ٢٧/ ٤/ ١٩٩٨ م والانتهاء منها في يوم الخميس ٢٧ من جماد الثاني ١٤٢٨ هـ الموافق ١٥/ ٧/ ٢٠٠٧ م وحقوق الطبع محفوظة لجامع الفتاوى ولا يجوز لأحد طباعة هذه الفتاوى إلا بعد مؤاذنته إلا من سيطبعها ليوزعها مجانًا سوءًا كان الطبع للكتاب جملة أو مجزءًا فله ذلك، وفي الطبعة الثانية سوف يتم إضافة ما يمكن الحصول عليه من الفتاوى التي لم تتضمنها هذه الطبعة إن شاء الله تعالى.
هذا وأسأل الله أن ينفع بها كل من اطلع عليها أو سمع من يمليها أو يعلمها وأن يثيب فضيلة صاحب الفتاوى القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى خير الجزاء وأن يجعلها علمًا ينتفع به المسلمون ويلحقه ثوابه إلى يوم الدين، وأن يجعل عملي فيها خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. …
جامع الفتاوى
عبد الله بن قاسم بن هادي ذيبان
1 / 11
كلمة شكر
ابتداءًا أشكر الله ﷿ الذي وفقني للعمل في جمع هذه الفتاوى، كما أشكر فضيلة صاحب الفتاوى العلامة المجتهد المطلق القاضي (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى ورعاه ونفع بعلمه وعمله الإسلام والمسلمين على ثقته بي وموافقته لي بجمع الفتاوى وعلى تعاونه وتوجيهاته وتحمله مشقة مراجعة الفتاوى مرارًا عديدة ومتكررة رغم تقدمه في العمر وكثرة انشغاله بالتدريس والإجابة على أسئلة الفتاوى التي تنهال عليه كقطرات المطر من الكثرة كل يوم. كما يسرني أن أشكر فضيلة شيخي العلامة الداعية رئيس جامعة الإيمان (عبد المجيد بن عزيز الزنداني) لأنه هو الذي يرجع الفضل إليه بعد الله ﷿ في إخراج هذه الفتاوى إلى حيز الوجود، حيث وافق لي على الشروع في جمع الفتاوى وشجعني على ذلك بتوجيه فضيلته بتسخير كل الوسائل والمستلزمات اللازمة لإنجاح عملي في جمع الفتاوى.
وكما يسرني أن أشكر كل من ساعدني بأيِّ عمل يعين على تحقيق العمل من موظفي جامعة الإيمان ولا سيما العاملون في (قسم الإعلام والتصوير) في الجامعة والعاملون في قسم الطباعة والتصوير في (مركز البحوث التابع للجامعة) وأخص بالذكر منهم فضيلة مدير الجامعة السابق الدكتور (عبد الوهاب الديلمي)، ونائب رئيس الجامعة للشئون العلمية الدكتور (حيدر بن أحمد الصافح)، وأمين عام الجامعة الدكتور (صالح بن أحمد الضبياني)، ومدراء مركز البحوث السابقين والمدير الحالي الشيخ (صفوان أحمد مرشد)، وكذا الأخوة الطباعين والباحثين في مركز البحوث الذين ساعدوني في الطباعة، وبالأخص الأخ الطباع (خالد بن علي الشليل) الذي قام بطباعة جميع الفتاوى في مراحلها السابقة قبل أن يترك عمله في المركز، والأخ الباحث الشيخ المتخرج من الجامعة الدفعة الأولى (محمد محمد معافا المهدلي) الذي قام بطباعة الجزء الأكبر من الأدلة التي أضيفت للاستدلال على المسائل التي كانت بحاجة إلى ذكر الأدلة عليها.
وكما أن شكري موصول لأولادي الذين ساعدوني على استكمال طباعة الفتاوى في مراحلها الأخيرة.
أخيرًا أسأل الله العلي القدير أن يثيب كل من عمل أيِّ شيء لإنجاز العمل سواء ذكر اسمه أم لم يذكر اسمه، وأن يجعل العمل خالصًا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عبدالله بن قاسم ذيبان
1 / 12
ترجمة صاحب الفتاوى فضيلة القاضي العلامة الورع الزاهد (محمد بن إسماعيل العمراني)
١) اسمه وكنيته ونسبه ومولده
هو أبو عبد الرحمن القاضي العلامة الفقيه ناصر السنة قامع البدعة صاحب التحقيق في العلوم، المشتغل بالعلم والتعليم والإفتاء في كل أوقاته (محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني اللقب، الصنعاني المولد والنشأة) وكان مولده في ربيع الأول سنة (١٣٤٠) هـ، وكانت وفاته في اليوم الثاني من شهر ذي الحجة سنة (١٤٤٢) هـ الموافق الثاني عشر من شهر يوليو سنة (٢٠٢١) م.
٢) لقبه:
اشتهر القاضي محمد بن إسماعيل بـ (العمراني) مع أنه ولد ونشأ وتربى وتعلم في صنعاء، وسبب اشتهار لقبه بـ (العمراني) لأن أصل أسرته من مدينة عمران وأول من انتقل من أسرته إلى صنعاء هو جده القاضي (علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني) في عهد الإمام المنصور الحسين (١١٣٩ هـ - ١١٦١ هـ) وهذا الجد هو أول من استوطن صنعاء في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام وهو أول من قرأ العلم من هذه الأسرة.
وصارت كلمة (العمراني) علمًا بالغلبة عليه وعلى ذريته إلى يومنا هذا وهم لا يعرفون بدون هذه الكلمة باعتبار موطن الأجداد الأقدمين وإلا فهم في وقتنا الحاضر من أهل صنعاء.
زوجتاه وعدد أولاده
لم يجمع بين زوجتين ولكن لما توفيت زوجته أم أولاده اضطر إلى الزواج بالزوجة الثانية التي عاش معها أسعد حياة والتي توفيت قبله أثناء العمل في الطبعة الثانية من الفتاوى، وله من الأبناء خمسة هم:
١ - الدكتور (عبد الرحمن بن محمد بن اسماعيل العمراني) ويعمل مدرسًا في كلية الآداب في جامعة صنعاء.
٢ - الدكتور (عبد الغني بن محمد بن اسماعيل العمراني) ويعمل مدرسًا في كلية التربية في جامعة صنعاء.
٣ - الأستاذ (عبد الوهاب بن محمد بن اسماعيل العمراني) يعمل في السلك الدبلوماسي.
٤ - الأستاذ (عبد الرزاق بن محمد بن اسماعيل العمراني) يعمل في السلك الدبلوماسي.
٥ - الأستاذ (عبد الملك بن محمد بن اسماعيل العمراني) وهو رجل أعمال تجارية.
وله أربع بنات مزوجات بأربعة دكاترة هم:
١ - الدكتور (عبد الحكيم بن عبد الرحمن بن اسماعيل العمراني) طبيب عيون مشهور يعمل في مدينة تعز.
٢ - الدكتور (عبد الله بن اسماعيل الجرافي) طبيب أسنان.
٣ - الدكتور (خالد بن عبد الله المحمدي) طبيب عيون يعمل في مدينة تعز.
٤ - الدكتور (محمد بن علي الربيدي) مدرسًا في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء.
٣) مكانة أسرته العلمية
أسرة صاحب الترجمة أسرة عريقة في العلم ضاربة جذورها في الفضل والصلاح والقضاء وأجداده قد ساهموا في نشر العلم واجتهدوا في ذلك تعليمًا وإرشادًا وتأليفًا، وجده القاضي العلامة محمد بن علي العمراني كان من
1 / 13
أبرز تلاميذ شيخ الإسلام القاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) وقد قال عنه الشوكاني في البدر الطالع (برع في جميع العلوم الاجتهادية وصار في عدد من يعمل بالدليل ولا يعرج على القيل والقال، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل وهو قوي الذهن سريع الفهم جيد الإدراك ثاقب النظر يقل وجود نظيره في هذا العصر مع تواضع وإعراض عن الدنيا وعدم اشتغال بما يشتغل به غيره ممن هم دونه بمراحل من تحسين الهيئة ولبس ما يشابه المتظهر بالعلم، كثر الله فوائده ونفع بعلومه وقد سمع عليَّ غالب الأمهات الست وفي العضد والكشاف والمطول وحواشيها وغيرها من الكتب) انتهى كلام الشيخ القاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) في ترجمة تلميذه القاضي العلامة (محمد بن علي العمراني) رحمهما الله تعالى.
والقاضي (محمد بن علي العمراني) نموذج لأفراد هذه الأسرة العريقة في العلم والصلاح الذين كانوا بين أقوامهم وفي مجتمعاتهم كالنجوم بين معاصريهم من العلماء وكمصابيح الهدى في العلم والفضل والصلاح والإصلاح، وممن أخذ عن الشوكاني من أجداده جده الأول والد والده القاضي (محمد بن محمد بن علي العمراني) الذي كناه والده بأبي الدرداء وكنى أخاه القاضي (عبد الرحمن بن محمد العمراني) الذي كناه والده بأبي هريرة.
٤) حياته العلمية
أ- مرحلة الطلب الأولى
يتحدث فضيلة شيخنا القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله عن بداية طلبه للعلم قائلًا بتشجيع من كبار السن ممن كانوا يعرفونني من القضاة والعلماء بقولهم لي (أنت ابن القاضي إسماعيل بن القاضي محمد العمراني) لقد كان جدك من كبار علماء صنعاء وكذلك جد أبيك ليحفزونني على طلب العلم واللحاق بركب العلماء.
وبهذا التشجيع تاقت نفسي للعلم فبادرت للدخول في مدرسة الفليحي الابتدائية وأنا في السابعة من عمري، فأخذت القرآن الكريم على الأستاذ (محمد النعماني) وغيره وتعلمت إلى جانب فن التجويد مختصرات من العلوم الدينية ممثلة في منهج مدرسة الفليحي الابتدائية وهي الأخلاق والنحو، الخط، الإنشاء، الحساب، الهندسة، الجغرافيا، الصحة، وأخذت من المدرسة شهادة في ذلك، انتقلت بعدها إلى مدرسة الإصلاح في اليوم الذي افتتحت فيه فأخذت فيها جميع ما تقدم ذكره من المختصرات الابتدائية ولكنها كانت أرقى وأرفع من الأولى، وعلى رأس السنة من دخولي هذه المدرسة كان خروجي منها بشهادة أعلى من الأولى وكانت هذه الشهادة التي حزتها مع زملائي في هذه المدرسة أول شهادات أعطيت لخريجيها وكانت أول دفعة تخرجت منها.
ب - مرحة الطلب الثانية
يقول فضيلة شيخنا الفاضل القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى عن طلبة العلم في هذه المرحلة [لقد قرأت أثناء دراستي في مدرسة الفليحي وفي مدرسة بئر العزب وبئر الشمس عند الأستاذ (غالب الحرازي)، وفي مدرسة الروضة عند الأستاذ (الحسن بن إبراهيم) وعندما بلغت الرابعة عشر من عمري (١٣٥٤ هـ) انتقلت إلى الجامع الكبير بصنعاء ومسجد الفليحي فجودت القرآن الكريم على المقرئ (محمد بن إسحاق) والفقيه (المراصبي) والعلامة الضرير (الكبسي)].
١) حفظ المختصرات
ويضيف شيخنا حفظه الله تعالى قائلًا وحفظت المختصرات على السيد (عبد الكريم بن إبراهيم الأمير) وغيره ولزمت هذا المسجد (الفليحي) كثيرًا، وكنت اختلف إلى مساجد أخرى أجلس متلقيًا على يد شيوخها، ومن هذه المختصرات
١) متن الأزهار في الفقه الهادوي.
٢) متن الكافل في أصول الفقه.
٣) متن الكافية في النحو.
٤) متن الألفية في النحو.
٥) قواعد الإعراب في النحو.
كما أخذت على السيد (عبد الكريم الأمير) في شرح (القواعد) و(الفاكهي) و(شرح قطر الندى) في النحو و(شرح السعد) للتفتازاني في علم البيان والمعاني والبديع و(الغزني) في الصرف وغيره، وأخذت على الصفي (أحمد بن محمد السنيدار) في مفهوم ومنطوق متن الأزهار وفي صحيفة (علي بن موسى الرضى)، وأخذت على (العزي البهلولي) في (شرح الجوهر المكنون) في علم البيان والمعاني والبديع وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في النحو و(شرح الطبري) على متن الكافل في أصول الفقه و(شرح السعد) على التلخيص في علم البيان والمعاني والبديع و(شرح عمدة الأحكام) وفي (أوائل غاية السؤل) في أصول الفقه وفي (أوائل كتاب الكشاف) في التفسير.
1 / 14
وأخذت على الفخري (عبد الله بن عبده حميد) في (قواعد الإعراب) و(شرح ابن عقيل) و(شرح الجوهر المكنون) و(الكافل) و(تحفة الذاكرين) و(نخبة الفكر) و(بعض من المناهل الصافية) في علم الصرف وغير ذلك من الكتب، وأخذت على القاضي (علي بن حسين المغربي) (بعضًا من كتاب قطر الندى) في علم النحو و(نخبة الفكر) في علم مصطلح الحديث وغير ذلك من الكتب، وأخذت على القاضي (أحمد بن لطف الزبيري) (بعضًا من القطر والفاكهي والقواعد)، وأخذت على السيد (أحمد بن محمد زبارة) في أوائل شرح الأزهار وثلثي كتاب سبل السلام وبعضًا من كتاب الشفاء للأمير الحسين، وأخذت على القاضي (عبد الوهاب المجاهد الشماحي) بعضًا من الجزء الأول من شرح الأزهار وبعضًا منه من الجزء الثاني، وأخذت على القاضي (حسن حسين بن علي المغربي) في الفرائض وشرح الأزهار وأصول الأحكام وبيان ابن مظفر وغير ذلك من الكتب، وأخذت على السيد (عبد الخالق الأمير) في شرح الأزهار وفي الفرائض وصحيح مسلم وغير ذلك من الكتب، وأخذت على القاضي (علي الآنسي) في شرح الأزهار والفرائض، وأخذت على غير هؤلاء المذكورين من رجال الفروع والفرائض.
٢) عقده الحلقات العلمية كوسيلة لتحصيل العلم وتعميقه
يقول شيخنا حفظه الله تعالى (وبينما كنت أختلف إلى مشائخي لآخذ عليهم كبار الكتب كتب التخصص كنت أستعين الله وأفتح حلقات علمية لطلاب أقل مني تحصيلًا في الكتب الأولية من المتون والمختصرات التي تشمل كتب الفقه واللغة والحديث وبهذا الأسلوب حصلت على فوائد جمة وعلوم نافعة قيمة أكثر مما لو كنت مقتصرًا على التحصيل فقط) انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
٥) شيوخه:
١) القاضي العلامة (عبد الله بن عبد الكريم الجرافي) (ت ١٣٨٧ هـ) قرأ عليه (موطأ مالك) و(كتاب الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار)، وأكثر (سبل السلام) و(أكثر نيل الأوطار) و(سنن النسائي كله).
٢) القاضي العلامة (عبد الله بن عبد الرحمن حميد) (ت ١٣٩١ هـ) قرأ عليه (شرح ابن عقيل) و(شرح الجوهر المكنون) و(في شرح الكافل في أصول الفقه) و(بعض شرح متن الأزهار) و(شرح قواعد الإعراب) وغير ذلك من الكتب.
٣) السيد العلامة الشاعر (عبد الكريم بن إبراهيم الأمير) (م ١٣٣٠ هـ) حفظ عليه بعض المختصرات مثل (متن الأزهار) و(متن الكافل) و(متن الكافية) و(متن الألفية) و(ملحة الإعراب) ثم أخذ عليه (شرح قطر الندى) لابن هشام و(شرح ملحة الإعراب) للفاكهي و(شرح قواعد الإعراب) للأزهري و(شرح ابن عقيل) على الألفية و(شرح كافل ابن لقمان) و(الجزء الأول من مغني اللبيب) و(الجوهر المكنون) و(شرح التفتازاني على الغزني) في الصرف وغيرها من الكتب.
٤) القاضي العلامة (حسن بن علي المغربي) (ت ١٤١٠ هـ) قرأ عليه (بعضًا من شرح الفرائض) و(بعضًا من شرح الأزهار) و(بعضًا من كتاب أصول الأحكام) للإمام أحمد بن سليمان و(بعض بيان بن مظفر) وغيرها من الكتب.
٥) القاضي العلامة (علي بن حسن بن علي بن حسين المغربي) (ت/ ١٩٤٨ م) توفي وهو شاب، قرأ عليه (شرح قطر الندى) لابن هشام و(كتاب نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر) للحافظ ابن حجر العسقلاني.
٦) القاضي (عبد الله بن محمد السرحي) (م ١٣١٨ هـ - وتوفي قريبًا) قرأ عليه (بعض تفسير الكشاف) للزمخشري.
٧) القاضي العلامة (عبد الوهاب الشماحي) (ت ١٣٥٧ هـ) قرأ عليه (بعض شرح الأزهار قبيل موته) أي قبل حوالي ٧٠ عامًا.
٨) السيد العلامة (أحمد بن علي الكحلاني) (ت ١٣٨٦ هـ) قرأ عليه (في شرح الأزهار) و(في شرح غاية السؤل) و(في الكشاف) و(بعض سنن أبي داود).
٩) السيد (عبد الخالق بن حسين الأمير) (١٣١٣ - ١٣٧٠ هـ تقريبًا) قرأ عليه (بعض الفرائض) و(بعض شرح الروض النضير) وكتاب (صحيح مسلم).
١٠) السيد (أحمد بن علي السراجي) قرأ عليه (شرح الغاية) للحسين بن القاسم و(في شرح عمدة الأحكام).
١١) الشيخ العلامة (محمد بن صالح البهلولي) (١٣٢٤ - ١٣٩٠ هـ) قرأ عليه (في شرح القطر)، و(شرح الجوهر المكنون) وفي (شرح الطبري) على الكافل في الأصول، و(شرح التلخيص) في المعاني والبيان، وفي (شرح عمدة الأحكام) في الحديث و(أوائل الكشاف) و(بعضًا من سنن أبي داود)، و(أوائل غاية السؤل) في الأصول.
١٢) الشيخ العلامة (علي بن هلال الدبب) (١٣٢٠ - ١٣٨٨ هـ) قرأ عليه (الشعاع الفائض) في علم الفرائض، و(بعضًا من الكشاف)، ولقد كان من ذوي السمت الحسن والتواضع الجم.
١٣) القاضي العلامة (يحيى بن محمد الإرياني) قرأ عليه (الروض النضير) و(في سنن أبي داود) و(في البحر الزخار) و(بعضًا من الكشاف) و(بعضًا من شرح الغاية) و(بعضًا من زاد المعاد) لابن القيم.
1 / 15
١٤) السيد العلامة (أحمد بن محمد زبارة) (ت ١٤٢١ هـ) قرأ عليه (جزءا يسير من شفاء الأمير الحسين) و(بعض شرح الأزهار) و(أكثر سبل السلام).
٦) تلاميذه
تلاميذ شيخنا حفظه الله كثيرون يصعب حصرهم وعدهم حيث قد يبلغ عددهم بالآلاف فكثير من علماء اليمن وقضاة محاكمه الشرعية ودعاته وخطبائه والمرشدين معظمهم من تلاميذ فضيلة شيخنا حفظه الله تعالى، فهم إما تلاميذ له متخرجون من حلقاته العلمية في (مسجد الفليحي) أو في (مسجد الزبيري) أو (من معهد القضاء العالي) أو (من طلاب جامعة الإيمان) أو (متابعون فتاواه) في إذاعة صنعاء ومن أبرزهم مرتبة أسماءهم حسب ترتيب الحروف الأبجدية الأسماء التالية:
١) الأستاذ (إبراهيم بن أحمد عزي).
٢) الأستاذ (إبراهيم بن يحيى قيس) معيد بجامعة صنعاء.
٣) الشيخ العلامة (أحمد الحازمي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
٤) الأستاذ السفير (أحمد المضواحي) أحد السفراء اليمنيين المتقاعدين.
٥) الأستاذ (أحمد بن علي بن يحيى زبارة) سفير المملكة المتوكلية سابقًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
٦) العلامة السيد (أحمد بن محمد الشامي) وزير الأوقاف سابقًا ورئيس حزب الحق.
٧) الشيخ العلامة (أحمد بن محمد بن إسماعيل الجهمي المصباحي) مدرس بجامعة الإيمان وهو من الطلاب المبرزين المجتهدين من طلاب الدفعة الأولى من طلاب جامعة الإيمان.
٨) القاضي العلامة (أحمد بن محمد بن يحيى مداعس) عضو المحكمة العليا.
٩) الشيخ (أحمد بن عبد الرزاق الرقيحي) خطيب الجامع الكبير بصنعاء.
١٠) الشيخ (أحمد بن عبد الولي الشميري) معيد بجامعة الإيمان.
١١) القاضي (أحمد بن محمد الأكوع) محافظ حجة سابقًا ووكيل لوزارة الأوقاف.
١٢) الشيخ العلامة (أحمد بن محمد هادي الهبيط).
١٣) الأستاذ الدكتور (أسامة بن محمد بن محمد) وهو ليبي الجنسية وهو الآن أستاذ في جامعة العاصمة الليبية طرابلس.
١٤) الشيخ (أكرم بن أحمد بن عبد الرزاق الرقيحي) خطيب الجامع الكبير بصنعاء.
١٥) الاستاذ (العزي الجومري)
١٦) الشيخ (حسن بن عبد الله الشيخ) وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد.
١٧) الأستاذ (حسين علي العري).
١٨) القاضي العلامة (حمود الهتار) عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقًا رئيس محكمة استئناف أمانة العاصمة سابقًا ورئيس محكمة استئناف محافظة ذمار سابقًا ورئيس لجنة حقوق الإنسان اليمنية سابقًا وزير الأوقاف حاليًا.
١٩) الأستاذ (حمود علوان).
٢٠) الشيخ العلامة (حمود بن مهيوب خليل).
٢١) الدكتور (صالح بن عبد الله الضبياني) أمين عام جامعة الإيمان وعضو هيئة التدريس فيها وفي كلية الشريعة بجامعة صنعاء.
٢٢) الشيخ العلامة (عامر بن حسين بن عبد الله بن عبد القادر الشهير (بالكدور» من سوريا مدرس بجامعة الإيمان.
٢٣) الدكتور العميد (عباس بن محمد الوجيه).
٢٤) الأستاذ (عبد الحميد بن صالح بن قاسم بن عبد الله آل أعوج سبر).
٢٥) الشيخ العلامة (عبد الرحمن النعمي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
٢٦) الأستاذ (عبد الرحمن بن محمد بن صالح العيزري) صاحب المؤلفات الجيدة منها اختيارات الشوكاني.
٢٧) الدكتور (عبد الرحمن بن عبد الله سليمان الأغبري) له رسالة ماجستير في ترجمة فضيلة شيخنا القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى ومدرس بقسم اللغة بجامعة الإيمان، كما أنه قد نال الدكتوراة أخيرًا من جامعة صنعاء.
٢٨) الأستاذ الشيخ (عبد الرقيب بن عبد الله بن حسين بن عباد) الذماري المولد الصنعاني النشأة رئيس جمعية البر والعفاف الخيرية.
٢٩) الدكتور (عبد السلام بن مقبل المجيدي)
٣٠) الدكتور (عبد الغني بن محمد بن اسماعيل العمراني) مدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
٣١) الأستاذ (عبد الكريم بن أحمد الخميسي) أحد الكتاب الصحفيين
1 / 16
٣٢) القاضي (عبد الكريم بن عبد الله العرشي) الذي تولى عددا من المناصب العليا في الدولة منها نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى لعدة فترات وكان آخرها مستشارا لرئيس الجمهورية.
٣٣) العلامة (عبد الله بن أحمد بن يحيى الكحلاني).
٣٤) عبد الله بن رفيق على السوطي متخرج من جامعة الإيمان ومدرس في فرع جامعة الإيمان وفرع جامعة القرآن وفرع جامعة العلوم والتكنولوجيا في حضرموت وهوعضوفي اتحاد علماء المسلمين.
٣٥) الشاعر (عبد الله البردوني) الشاعر والأديب المشهور له عدد من المؤلفات في الأدب الشعبي والشعر والشعراء والتاريخ.
٣٦) القاضي (عبد الله الوريث) رئيس محكمة أمن الدولة بعد القاضي غالب.
٣٧) جامع الفتاوى (عبد الله بن قاسم بن هادي ذيبان)، وهو الذي جمع ترجيحات فضيلة صاجب الفتاوى على كتاب بداية المجتهد أثناء تدريسه لطلاب جامعة الإيمان وطلاب جامع الزبيري وجمعت في كتاب عنوانه (تسهيل بداية المجتهد ونهاية المقتصد بترجيحات القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني) وهو موجود في الانترنت.
٣٨) القاضي (عبد الله بن محمد بن حميد) المستشار في مكتب رئاسة الجمهورية.
٣٩) الأستاذ الدكتور (عبد الملك الحيمي) له رسالة ماجستير في القات ويعمل وكيلًا لنائب رئيس جامعة الإيمان للموارد والتنمية ومدرسا بجامعة الإيمان وقد نال الدكتوراة من جامعة صنعاء.
٤٠) القاضي (عبد الواسع الإرياني).
٤١) الدكتور (عبد الوهاب الديلمي) وزير عدل سابقًا ومدير جامعة الإيمان سابقًا.
٤٢) القاضي (عصام بن عبد الوهاب السماوي) رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة العليا.
٤٣) القاضي (علي أبو الرجال) محافظ الحديدة سابقًا ومحافظ صنعاء سابقًا مدير مكتب وثائق الدولة.
٤٤) الشيخ العلامة (علي المحفلي) من الطلاب المجدين مدرس بجامعة الإيمان وهو من طلاب الدفعة الأولى من طلاب جامعة الإيمان.
٤٥) القاضي العلامة (علي بن أحمد الخربي) عضو المحكمة العليا.
٤٦) القاضي العلامة (علي بن قاسم الشامي).
٤٧) الأستاذ (علي بن عبد الرحمن علي دبيس).
٤٨) الشيخ (علي محمد بن حسين الفقيه).
٤٩) الشيخ العلامة (عيسى الحازمي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
٥٠) القاضي العلامة (غالب بن عبد الله راجح) رئيس محكمة أمن الدولة سابقًا.
٥١) … الشيخ الخطيب (فؤاد دحابة).
٥٢) الشيخ العلامة (فضل بن عبد الله بن مراد المرادي السلفي الريمي) مدرس بجامعة الإيمان وهو من الطلاب المجتهدين المبرزين من طلاب الدفعة الأولى من طلاب جامعة الإيمان.
٥٣) القاضي (فضل بن علي بن يحيى بن علي الإرياني).
٥٤) الشيخ (فيصل بن محمد بن أحمد النمشة).
٥٥) الشيخ العلامة (محسن السبيعي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
٥٦) القاضي العلامة (محمد بن أحمد الصرمي) مدير عام مكتب المعاهد العلمية بمحافظة المحويت.
٥٧) الشيخ العلامة (محمد بن أحمد الوزير الملقب بالوقشي) مدرس بجامعة الإيمان وهو من الطلاب المبرزين المجتهدين من طلاب الدفعة الأولى من طلاب جامعة الإيمان.
٥٨) الأستاذ (محمد بن عبد القدوس بن أحمد الوزير) سفير الجمهورية اليمنية في اليابان.
٥٩) القاضي (محمد بن عقيل بن يحيى الإرياني).
٦٠) القاضي العلامة (محمد بن لطف بن محمد الزبيري) أحد موظفي المحكمة العليا.
٦١) السيد العلامة (محمد بن يحيى المطهر) الذي تولى عددامن المناصب قبل وفاته وهي عضو محكمة تعز سابقًا وعضو مجلس النواب حاليًا وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح.
٦٢) الدكتور (محمد بن عبد الرحمن غنيم) دكتوراه في الطب ومدرس في المركز العلمي التابع لجماعة الإحسان بصنعاء وهو مصري الجنسية.
٦٣) العلامة العزيز (محمد بن علي حميد).
٦٤) الشيخ (محمد بن محمد بن أحمد الفقيه الآنسي)
٦٥) الشيخ (محمد بن نعمان الصلوي) أحد تلاميذ القاضي البارزين وهو الذي كان يعاون فضيلة القاضي في الإجابة على أسئلة الفتاوى الورقية التي كانت تأتي في جامع الزبيري أثناء فترة مرض فضيلة القاضي بالجلطة التي خففها الله عليه، وكان يلقب بالعمراني الصغير.
٦٦) العلامة (مسعود بن محمد العشملي).
٦٧) الشيخ العلامة (موسى النعمي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
1 / 17
٦٨) الشيخ الخطيب (هزاع بن سعد المسوري).
٦٩) فضيلة العلامة القاضي (يحيى بن لطف الفسيل) مؤسس المعاهد العلمية في اليمن ورئيس الهيئة العامة للمعاهد العلمية.
٧٠) القاضي العلامة (يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد شرف الدين الكوكباني) أحد أعضاء المحكمة العليا سابقًا.
٧١) القاضي (يحيى بن يحيى الجعذلي) عضو المحكمة العليا حاليًا.
٧٢) القاضي العلامة (يحيى عاكش الضمدي) من علماء صبياء في المملكة العربية السعودية.
٧٣) الشيخ (يوسف بن حسين بن ناصر الرخمي).
هذا ما خطر ببالي وإلا فهم كثيرون، وغير هؤلاء الكثيرون ممن هم في مختلف وظائف الدولة والمهتمون بشئون المجتمع.
٧) إجازاته العلمية
وممن أجازه من أكابر العلماء في عصره
١) السيد العلامة (محمد بن محمد زبارة) أجازه إجازة عامة في جميع إجازاته من مشائخه وغيرهم ممن أجازه من علماء مصر ومكة المكرمة وبغداد وغيرها.
٢) السيد العلامة (أحمد بن محمد زبارة) إجازة عامة.
٣) القاضي العلامة (عبد الله بن عبد الكريم الجرافي) إجازة عامة في جميع مقروءاته.
٤) القاضي العلامة (الحسين بن علي المغربي) إجازة عامة.
٥) القاضي العلامة (عبد الله بن محمد السرحي) إجازة عامة.
٦) الدكتور (حسين بن محفوظ) دكتور عراقي.
٧) الشيخ العلامة (عبد الواسع بن يحيى الواسعي) مؤلف (الدر الفريد في مجمع الأسانيد).
٨) السيد العلامة (أحمد بن محمد بن يحيى زبارة).
٩) السيد العلامة (يحيى بن عبد الرحمن الأنباري الزبيدي).
١٠) … العلامة (محمد بن حسن الأهدل).
وقد بلغ عدد من أجازوا فضيلة صاحب الفتاوى الشيخ العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى اثنين وعشرين عالمًا من كبار علماء الأمة الإسلامية.
٨) أسانيده
١) السند إلى (إتحاف الأكابر لشيخ الإسلام القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني).
٢) يروى القاضي (محمد بن إسماعيل العمراني) بسنده عن شيخه (عبد الله بن حميد) عن شيخه العلامة (علي السدمي) عن شيخه (محمد بن محمد العمراني) عن شيخه شيخ الإسلام الشوكاني جميع ما حواه مؤلفه (إتحاف الأكابر للشوكاني).
٣) يروي فضيلتة بسنده عن السيد العلامة (عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير) عن والده العلامة البدر المنير (محمد بن إسماعيل الأمير) بسنده المعروف بـ (إتحاف الأكابر) للشوكاني.
٤) يروي القاضي (محمد بن إسماعيل العمراني) عن القاضي (عبد الله الجرافي) عن المولى (الحسين بن علي العمري) عن العلامة (إسماعيل بن محسن بن عبد الكريم بن إسحاق) عن الشوكاني بسنده المعروف (إتحاف الأكابر).
٥) يروي القاضي (محمد بن إسماعيل العمراني) عن السيد العلامة (قاسم بن إبراهيم بن أحمد) عن القاضي العلامة (إسحاق المجاهد) عن جده القاضي العلامة (محمد بن محمد العمراني) عن الشوكاني بسنده المعروف (إتحاف الأكابر).
أعلى سند له في صحيح البخاري
أقرب سند يصل فضيلة القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) بالإمام المحدث العلامة (محمد بن إسماعيل البخاري) هو ما يرويه عن شيخه (الواسعي) عن العلامة (عبد الرحمن بن عبيد السقاف) عن العلامة (عيدروس بن عمر) عن العلامة (عبد الرحمن بن سليمان الأهدل) عن العلامة (محمد بن محمد بن سنة الفلاني) عن العلامة (أحمد بن محمد العجل اليماني) عن (القطب النهرواني) عن (الطاووي) عن (بابا يوسف الهري) عن (الجمل الفرغاني) عن (ابن مقبل الختلاني) عن (محمد بن يوسف الهزبري) عن (البخاري).
1 / 18
٩) المحن التي تعرض لها
كما هي سنة الله في الابتلاء فإن الشيخ مثله مثل كثيرين من جهابذة العلم وأتباع السنة لا بد أن يتعرض لمضايقات من المتعصبين لمذاهبهم.
وهذا أحد هذه المواقف (بينما كان الشيخ يلقي دروسه في مسجد الفليحي في العاصمة صنعاء لطلاب جاءوا من مخلاف السليمان (صبيا، جيزان) وكان هؤلاء الطلاب يدرسون كتب الشوكاني والأمير وغيرهم وكان يرتاد هذا المسجد أصناف من الناس، منهم (قاسم بن حسين أبو طالب الملقب بالعزي) وكان من أهل الوجاهة ورجال الدولة وله أتباع من العامة، وكان الشيخ قد حاول أن يلقي دروسه أثناء غيابه وأحيانًا كان يتوارى داخل قبة المسجد حيث لها باب منفصل، وذات يوم جاء (قاسم العزي) إلى القبة فجأة وهم يدرسون كتب السنة وكأن هذا جريمة في نظره فسأل الشيخ ماذا تدرسون؟؟ فأجابه الشيخ بصراحة وتحدٍ كتاب (نيل الأوطار) للإمام الشوكاني وإذا به يهاجم بكلام ملؤه الغيظ والحنق وقال اتقوا الله أو قد نسيتم دخول القبائل إلى صنعاء هاتكين الحرمات ناهبين المتاع والبيوت بسبب كتب أهل السنة المعادية لأهل البيت اتركوا كتب الناصبة.
وكتب إلى (وزير المعارف) محرضًا له على قطع راتب فضيلة القاضي الذي يستلمه مقابل تدريسه في المدرسة العلمية التابعة لوزارة المعارف، ثم ذهب الشيخ لمقابلة (ابن وزير المعارف) وكان ذكيًا لبيبًا مقدرًا للأمور وبعد أن أخبره الشيخ بالموضوع كتب له ورقة إلى والده فجاء الجواب (درسوا ما أردتم فنحن لا نصدق أحدًا).
ولكن (قاسم العزي) بعد أن علم برد الوزير كتب إلى (الإمام) في تعز وذهب الشيخ إلى شيخه العلامة السيد (محمد زبارة) قكتب له رسالة إلى (الإمام) مفادها (أن القاضي محمد بن إسماعيل العمراني) رجل عالم فقيه غير متعصب ولا ميَّال إلى أيِّ مذهب من المذاهب، وهو يتصف بالإنصاف إلا أنه يخشى من الوشاة أن يغرروا عليكم يا مولانا بأنه يريد تخريب المذهب وأنه يناصب أهل البيت العداء، بل هو ينهى عن ذلك فلا تصدقوا (قاسم العزي) ولا غيره فكتب الإمام جوابًا مفاده [حماكم الله لا يتصور أحد أن نمنع كتب السنة أن تدرس في المساجد من إنسان عادي فضلًا عن عالم من العلماء، وإذا قيل لكم أن الإمام يمنع هذا فلا تصدقوه، ولكن أنصحكم إرغامًا للشيطان وإرضاء للرحمن أن تجمعوا بين الشيئين فتدرسون (شفاء الأوام) للأمير الحسين و(البخاري ومسلم وغيرها) حتى تقطعوا عنكم تقولات الآخرين] انتهى رد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين.
١٠) حياته الدعوية والتعليمية
حاول فضيلة القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله نشر العلم وتوعية المجتمع بكل الوسائل التي أتيحت له واهتم اهتمامًا كبيرًا بالجانب الفقهي ومتطلباته ويمكن أن نجمل إسهاماته التعليمية في حقل الدعوة بالنقاط التالية:
١) التدريس في المؤسسات العلمية الآتية
• المدرسة العلمية التي أنشأها الإمام يحيى بن حميد الدين ١٣٤٤ هـ.
• المعهد العالي للقضاء.
• جامعة صنعاء.
• جامعة الإيمان.
٢) فتح الحلقات العلمية ومنها:
أ) حلقة مسجد الفليحي واستمر يدرس في هذا المسجد مدة طويلة.
ب) حلقة مسجد الزبيري ولا تزال هذه الحلقة العلمية قائمة حتى كتابة هذه الترجمة.
وقد درَّس فضيلة القاضي في هذه الحلقات أمهات كتب الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه الإسلامي ففي الحديث درَّس كتابي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي وموطأ مالك وغيرها من كتب الحديث، وفي الفقه درَّس كتب الإمام الشوكاني (نيل الأوطار، والسيل الجرار، ووبل الغمام، والدراري المضيئة)، وكتاب (سبل السلام) لمحمد بن إسماعيل الأمير عدة مرات، و(فقه السنة) لسيد سابق وغيرها من كتب الفقه، وهو يحب كثيرًا تدريس كتب الحديث النبوي الشريف، وكتب الفقه، لعلماء اليمن المستقلين عن التقليد والمتحررين عن التمذهب كمؤلفات شيخ الإسلام (محمد بن علي الشوكاني) والعلامة (محمد بن إسماعيل الأمير) والعلامة (صالح المقبلي) والعلامة (حسن بن أحمد الجلال) ﵏ جميعًا، كما أنه قد درَّس الكثير من كتب الآلة من كتب اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة، وكتب أصول الفقه، ومصطلح الحديث، كما قام
1 / 19
بتدريس كتاب (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لطلاب جامعة الإيمان ولطلاب حلقته العلمية في جامع الزبيري وهو من كتب الفقه المقارن.
٣) الإفتاء
تصدَّر فضيلة القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله للإفتاء في سنٍ مبكرة وقد كان محل ثقة لدى المجتمع بمختلف فتائه وشرائحه منذ بزغ نجمة بين العلماء، وتكاد الفتوى في الديار اليمنية أن تكون مقصورة عليه، وقد شارك في فتاوى إذاعة صنعاء منذ نشأتها بعد قيام الثورة اليمنية سنة (١٩٦٢ م) لسنوات سبع، وقد تميزت فتاواه على فتاوى غيره من المفتين بالاستقلالية عن التقيد بمذهب معين لأنه يفتي في المسألة مبينًا أقوال أهل العلم فيها موضحًا ترجيحه من بين الأقوال دون تعصب لأيِّ مذهب، وهذا المنهج في الفتوى جعل فتاواه محل رضى وقبول من الجميع.
٤) الكتابة
لفضيلة صاحب الترجمة الكثير من الكتب والرسائل والبحوث التي لا يزال معظمها مخطوطًا لم يطبع حتى الآن بسبب تواضع المؤلف وإخلاصه وبغضه لحب الظهور والسمعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
أ) الكتب والرسائل
١) كتاب في القضاء مطبوع.
٢) كتاب في الأوائل مخطوط، وهو مرتب ترتيبًا جيدًا وقد جمع فيه أكثر من ألف من الأوليات في التاريخ.
٣) رسالة عن الزيدية في اليمن.
٤) رسالة عن الإمام (السيوطي) والجامع الصغير استدراك.
٥) رسالة سماها (الصواريخ القوية على البدور المضيئة).
٦) رسالة في الرد على مقالة حول صحيح البخاري بعنوان (ليس كل ما في البخاري صحيح بل فيه ما هو افتراء ومنكر).
٧) رسالة في المنع من صوم يوم الشك.
٨) رسالة حول بعض الأحاديث في الشفاء للأمير الحسين لا توجد في كتب الحديث من كتاب الطهارة إلى كتاب الصيام.
٩) رسالة في الإسرار بالقراءة في العصرين والجهر في غيرهما.
١٠) رسالة في الرضاع أسماها (كشف القناع عما يحل ويحرم من الرضاع)
١١) رسالة في زكاة الحلي.
١٢) رسالة في حياة (الشوكاني) العلمية (صغيرة).
١٣) رسائل تتبع فيها أخطاء الإمام (الشوكاني) من الناحية الحديثية.
١٤) رسالة في نقد المؤلفين في الفقه الزيدي لعدم اهتمامهم بصحة الأحاديث في كتبهم.
١٥) رسالة في (أغلاط العلماء) في أسماء الرواة.
١٦) رسالة نقد على إنكار المقبلي لبعض الأحاديث ونفيه وجودها.
١٧) رسالة في أحداث السيرة النبوية مرتبة حسب السنوات (على غرار كتب التاريخ).
١٨) رسالة في تنقيح الأحاديث الموجودة في كتاب البحر الزخار للإمام (المهدي بن أحمد المرتضى).
ب) البحوث العلمية
١) بحث في الإجابة على السلام هل هو فرض كفاية أو فرض عين.
٢) بحث عن حديث المباشرة.
٣) بحوث في (الرفع، الضم، التأمين، التوجه قبل أو بعد تكبيرة الإحرام).
٤) بحث عن حديث الإفك.
٥) بحث عن حديث اختلاف أمتي رحمة.
٦) بحث عن الصلاة الفائتة.
٧) بحث عن صلاة الجمعة.
٨) بحث في الفارق بين قبر الرجل وقبر المرأة، ونعش الرجل ونعش المرأة، وعدد تكبيرات صلاة الجنازة.
٩) بحث عن الدعاء.
١٠) بحث عن القراءة خلف الإمام.
١١) بحث عن الإشارة بالأصبع عند الشهادة بالتشهد، والتورك.
1 / 20