মানব ইতিহাসে উল্কাপিণ্ড
النيازك في التاريخ الإنساني
জনগুলি
14 «وجاء في ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر مطر عظيم برعد شديد ووقعت صاعقة في دار الخلافة وراء التاج وأحرقت ما حولها، فأصبحوا فأخرجوا أهل الحبوس وأكثروا الصدقات.»
وفي كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفدا، المتوفى سنة 774ه/1372م)، عدد من الأحداث التي سقطت فيها الصواعق وأصابت الناس؛ إذ يذكر في معرض تأريخه لأحداث سنة 470ه/1076م:
15 «قال ابن الجوزي: في ربيع الأول منها وقعت صاعقة بمحلة التوثة من الجانب الغربي، على نخلتين في مسجد فأحرقت أعاليهما، وصعد الناس فأطفئوا النار، ونزلوا بالسعف وهو يشتعل نارا.» وواضح من خلال هذا الوصف أنه يشير إلى صاعقة عادية.
وللخلط بين الصاعقة والنيازك أسبابه الظاهرية؛ فالصاعقة (البرق والرعد) تحدث نتيجة احتكاك السحب بعضها ببعض، وينشأ عنها أضواء شديدة وأصوات مفزعة. وسقوط النيازك أيضا يكون مصحوبا عادة بالنيران والأضواء والأصوات المفزعة. والعلامة الفارقة بين الظاهرتين عدم سقوط الأجسام الصلبة في حالة الصواعق، وسقوطها في حالة النيازك. وحتى هذه العلامة الفارقة، لم تكن فارقة بالنسبة للناس قديما؛ إذ اشتبهت عليهم. والسبب وراء ذلك الاشتباه أن الصاعقة قد تصهر الصخور الأرضية وتكون نوعا من الصخور الجديدة، يطلق عليها «حجر الصاعقة أو الفولجوريت». وهذه مادة تنشأ من انصهار الرواسب الأرضية المفككة خاصة الرمال، من الحرارة العالية المتولدة من طاقة البرق الذي يضرب الصخور الأرضية في موقع الاحتكاك. وتكون على هيئة أجسام غير منتظمة، إلى أجسام أنبوبية تمتد عميقا في سطح الأرض، بحسب طاقة اختراق البرق للصخور السطحية. ومن خلال المشاهدات الطبيعية، التي كان يقوم بها الناس قديما، للمواقع التي تتعرض لتأثيرات البرق أو سقوط الأجسام النيزكية، كانوا يجدون أنواعا مختلفة من الصخور الصلبة، أو مواد حديدية؛ ومن ثم اختلط الأمر عليهم، فأطلقوا تعبير صاعقة على النيازك.
وتتوقف درجة الخلط بين ظاهرة الصاعقة والأحداث النيزكية، إلى مدى فطنة الكاتب في التفريق بينهما؛ فبعض الكتاب خلطوا بين الظاهرتين، لكن غالبيتهم فصلوا بين الظاهرتين فصلا بينا. ومن بين المؤرخين العرب الذين فصلوا بين الظاهرتين ابن الجوزي في كتابه «المنتظم»؛ ففي معرض تأريخه لأحداث سنة 403ه/1012م، يذكر الظاهرتين ذكرا مستقلا لا لبس فيه:
16 «وفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من صفر وقت العشاء انقض كوكب كبير الجرم عن يمنة القبلة وملأ الأرض ضوءه واستعظم الناس ما رأوه منه، وفي شعبان وقعت بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق فسقطت على حائط فرمت به، وفي رمضان انقض كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوءه ضوء القمر وتقطع قطعا وبقي ساعة طويلة.» فهو هنا يشير إلى حدث نيزكي، ثم يصف صاعقة عادية حدثت أثناء برق ورعد، ثم يسجل انقضاض كوكب، في إشارة إلى حدث نيزكي آخر.
ويرد الخلط بين الصاعقة والنيازك في كلام النويري، وفي نفس السياق السابق لتعريفه الصاعقة، حيث يذكر:
17 «وربما عرض لها (يقصد الصاعقة ) عند انطفائها في الأرض برد ويبس، فتكون منها أجرام حجرية أو حديدية أو نحاسية. وربما طبعت الحديد سيوفا لا يقوم لها شيء. وأما البرق وما قيل فيه، فقد ذهب المفسرون: إلى أنه ضرب الملك الذي هو الرعد للسحاب بمخراق من حديد. وروي عن مجاهد: إن الله عز وجل وكل بالسحاب ملكا؛ فالرعد قعقعة صوته، والبرق سوطه.» وليس أدل من شيء على الخلط بين الصاعقة والنيازك، أكثر مما ورد في قول النويري:
18 «... وربما عرض لها عند انطفائها في الأرض برد ويبس، فتكون منها أجرام حجرية أو حديدية أو نحاسية. وربما طبعت الحديد سيوفا لا يقوم لها شيء ...» وفي قوله عن البرق:
19 «إنه ضرب الملك الذي هو الرعد للسحاب بمخراق من حديد.» فهذا يعني أن الناس من خلال المشاهدات الطبيعية شاهدوا قطعا من الحديد أو قطعا غريبة من الأحجار أو مواد نحاسية، عقب ظهور الأضواء وسماع الأصوات المفزعة، التي تصاحب سقوط الأحجار السماوية، فخلطوا بين الظاهرتين. وكذلك في تعريف الجاحظ للصواعق، حيث يذكر في السياق نفسه: «حتى زعم كثير من الناس أن بعض السيوف من خبث نيران الصواعق، وذلك شائع على أفواه الأعراب والشعراء.»
অজানা পৃষ্ঠা