মানব ইতিহাসে উল্কাপিণ্ড
النيازك في التاريخ الإنساني
জনগুলি
وفي تلك الأثناء، قام باحثون بعمل تحاليل كيميائية على بعض العينات النيزكية المحفوظة في المؤسسات الروسية، ونشرت نتائج التحاليل في «دورية التكنولوجي» التي تصدرها أكاديمية علوم سان بطرسبرج» الروسية.
11
وأصدر الفيزيائي «أفاناسي ستويكوفيتش»، أستاذ الفيزياء بجامعة «كاركوف»، في عام 1807م كتابا مهما بعنوان «عن الأحجار الهوائية وأصلها» بوبه في جزءين، ناقش في الجزء الأول منه حوادث سقوط النيازك المعروفة، وقدم فيه نتائج الدراسات التي أجريت على النيازك التي تم جمعها من حوادث السقوط التي وصفها، متضمنة التحاليل الكيميائية، والدراسات المعدنية، ووصفا لكل النيازك المحفوظة. وفي الجزء الثاني من الكتاب ناقش بالتفصيل كل الآراء المعروفة آنذاك عن أصل النيازك. ومن الطريف أنه فضل الرأي الذي يعتبر النيازك شظايا أو قطعا شبيهة بالكويكبات (وهو الرأي السائد الآن). وكان لهذا الكتاب تأثير كبير في انتشار مفاهيم علم دراسة النيازك في روسيا، التي كانت تحتفظ بأكبر مجموعة من النيازك آنذاك، محفوظة في «أكاديمية علوم سان بطرسبرج»، والتي كانت تحوي عدد 7 نيازك مختلفة، على حسب القائمة المنشورة في عام 1811م.
وفي عام 1819م، صدر كتابان عن النيازك أثريا مفاهيم العلم ولعبا دورا حاسما في انتشاره؛ الأول أصدره «كلاندي» بعنوان: «الكرات النارية وما يسقط معها من أجسام»؛ والثاني أصدره الكيميائي الروسي «إيفين موكين» عن «أكاديمية علوم سان بطرسبرج» الروسية، تحت عنوان: «عن الزخات (الأمطار) غير العادية وعن الأحجار التي تسقط من الجو أو الهوائيات». ويناقش هذا الكتاب ظاهرة الكرات النارية، ويقدم قائمة طويلة بأحداث سقوط الأحجار السماوية، التي حدثت في بلدان مختلفة، منذ أقدم العصور وحتى وقت ظهوره. ولم يشاطر المؤلف في هذا الكتاب «كلاندي» رأيه الخاص بالأصل الكوني للنيازك، بل انتقده معتقدا أن النيازك تتكون في جو الأرض، وإن أشار إلى الحاجة لمعرفة المزيد عن مكونات الغلاف الجوي والنيازك؛ كي يصل الباحثون لرأي قاطع في هذا الخصوص. ويبدو أن مؤلف هذا الكتاب كان ينهج نهج الكتاب العرب، في تسجيله للحوادث التي تسقط فيها الأحجار من السماء. كما أن رأيه في أصل النيازك كان متأثرا بالفروض القديمة التي كانت ترى أن النيازك تتكون في جو الأرض، ثم تسقط ثانية على الأرض.
وخلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لم تعد دراسة النيازك قاصرة على وصف ظواهر السقوط، وما يصاحبها من أضواء وأصوات مفزعة، ومحاولات عمل التحاليل الكيميائية المبدئية على العينات التي يتم جمعها من النيازك الساقطة، ومحاولات فهم ظاهرية لمكوناتها المعدنية؛ إذ أضاف اختراع المجهر (الميكروسكوب) المستقطب، في ستينيات القرن التاسع عشر (حوالي 1860م)، بعدا جديدا لعلم النيازك، حيث أخذ الباحثون يدرسونها كدراسة الأحجار الأرضية العادية؛ ليتعرفوا على تراكيبها الداخلية ومكوناتها المعدنية. وزاد الاهتمام بمثل هذه الدراسات في روسيا، على وجه الخصوص، حيث بدأ الباحثون يهتمون بدراسة ظواهر جديدة في النيازك لم تؤخذ في الاعتبار في الدراسات السابقة. وقام الكيميائي «أ. ف. جيبيل» بالتطرق لأهمية الأشكال الخارجية للنيازك، في دراسة نشرها عام 1868م، وقدم وصفا تفصيليا للشكل الخارجي لنيزك «كركيل» الذي سقط في عام 1840م، على مقاطعة «سيمبالاتبنسك». وأعقب ذلك الاهتمام بالتراكيب الداخلية للنيازك، والوصف التفصيلي للأشكال التي توجد عليها المكونات المعدنية للنيازك. وقد نال معدن الأوليفين الذي يوجد في نيازك البالاسيت اهتماما كبيرا، فنشر الأكاديمي الروسي «ن. ي. كوكتشروف» في عام 1870م نتائج دراسته على الخصائص البلورية لمعدن أوليفين البالاسيت في دراسة خاصة. ويعكس الكتاب المهم الذي أصدره «جوستاف سكيرماك»
Gostav Tschermak ، في عام 1885م بعنوان «النيازك»، أثر المجهر المستقطب على الدراسات النيزكية ؛ إذ جاء كعلامة فارقة في دراسة المكونات المعدنية والتراكيب الداخلية للنيازك، الأمر الذي مكنه من عمل تصنيفات علمية لمجموعات النيازك التي كانت معروفة ومتاحة آنذاك. ولا يزال هذا الكتاب حتى اليوم من الدراسات المهمة التي يرجع إليها الباحثون.
ثم كانت النقلة الكبيرة في هذا العلم في ثلاثينيات القرن العشرين (حوالي عام 1930م) مع تقدم تقنيات التحاليل الكيميائية وتطبيقاتها العامة، حيث أخذ ينظر إلى مكونات النيازك الكيميائية على أنها تمثل المكونات الكيميائية للكون، مما دفع الباحثين لعمل تحاليل دقيقة للنيازك أفضت إلى تحديد محتواها من العناصر الشائعة والعناصر الشحيحة. وكان يتم نشر الأبحاث الخاصة بالنيازك في الدوريات العلمية الخاصة بعلم الفلك والكيمياء والفيزياء والميتالورجي والجيولوجيا. وظهرت في عام 1939م أول مجلة متخصصة لنشر نتائج الأبحاث والدراسات التي تجرى على الأجسام النيزكية، أصدرها «الاتحاد السوفيتي السابق» تحت مسمى «ميتيوريتكا»
Meteoritika . ومنذ هذا التاريخ أخذ العلم في الصعود حتى وقتنا الحاضر؛ حيث تشعبت فروعه وتطورت معارفه، وغدا دعما مباشرا لأبحاث الفضاء التي ارتبط هذا العلم بها في كثير من النواحي. وأصدرت رابطة علم النيازك العالمية بالولايات المتحدة، في الستينيات من القرن العشرين دورية فصلية متخصصة في علم النيازك والعلوم المرتبطة به، أطلق عليها «ميتوريتكس»
Meteoritics ، كانت تزين غلافها الرموز الهيروغليفية: «بيا آن بيت»
bia n pit ، والتي تعني «فلز أو معدن السماء». ثم تغير اسمها إلى مجلة: «النيازك وعلوم الفضاء»
অজানা পৃষ্ঠা