মানব ইতিহাসে উল্কাপিণ্ড
النيازك في التاريخ الإنساني
জনগুলি
6
حيث ذكر صراحة: «إنه لمن الأشياء التي لا يجب أن تغتفر في هذا الوقت، أن نصدق مثل تلك المزاعم.» وفي نفس ذاك الوقت تقريبا، أنكر عالم المعادن السويسري الأصل «ج. أ. ديلوك» هذه الظاهرة، وأضاف مؤكدا أنه: «لو رأى هو شخصيا حادثة سقوط حجر من السماء، فلن يصدق عينيه.» وشاعت في تلك الأثناء الأفكار التي تنكر ظاهرة سقوط الأحجار السماوية، حتى إن أشهر العلماء في ذلك الوقت تورطوا في إنكار هذه الظاهرة. ومن المواقف التي يجب أن يسلط عليها الضوء بهذا الخصوص، موقف الكيميائي الفرنسي المشهور «أنطوان لوران لافوزاييه»
Lavoisier
الذي وقع في عام 1772م مع طائفة من علماء الأكاديمية الفرنسية للعلوم مذكرة أنكر فيها إمكانية سقوط الأحجار السماوية. وهكذا شكك العديد من الباحثين البارزين في ذلك الوقت، في ظاهرة سقوط النيازك، منهم كيميائيون وفيزيائيون. ومن الطريف أنهم فسروا ظاهرة العثور على أجسام غريبة (نيازك) مصاحبة للأضواء الشديدة التي تظهر في السماء، وتضرب الأرض؛ فسروها على أنها ناتجة من تأثير الصواعق على الأرض.
7
وهذا يعود في الأساس إلى بعض الكتاب العرب القدامى الذين ربطوا بين الصاعقة وتكون المواد الحديدية في الأرض، في محاولة منهم لتفسير ظاهرة وجود الأجسام الحديدية (النيازك) التي يعثر عليها، عقب الأضواء الخاطفة، التي تسقط من السماء على الأرض.
ومن بين الذين كانوا يرفضون بقوة فكرة سقوط الأحجار الصلبة من السماء، أي يرفضون وجود النيازك من الأساس، الرئيس الأمريكي «توماس جيفرسون» (1743-1826م) - ثالث رئيس في ترتيب رؤساء الولايات المتحدة ، حيث شغل كرسي الرئاسة في الفترة ما بين عام 1801 إلى 1809م - شأنه شأن غالبية علماء القرن الثامن عشر الميلادي، الذين كانوا ينكرون ظاهرة سقوط الأحجار الصلبة من السماء، ويعتبرون أن ما يلاحظ من سقوط أحجار من السماء ما هي إلا مواد تخلقت في جو الأرض، أو شظايا صخور أرضية دفعتها البراكين أو الرياح إلى الجو، ثم ما تلبث أن تعود وتسقط ثانية على الأرض، فيراها الناس أثناء سقوطها.
8
وتفيد الروايات التي ذكرها بعض الكتاب بهذا الخصوص، أنه في سبتمبر من عام 1803م، تلقى الرئيس الأمريكي «جيفرسون» من صديقه المقرب «أندرو إليكوت» (1754-1813م)، سفير الولايات المتحدة آنذاك في فرنسا، خبرا يقول إن أحجارا من السماء سقطت على فرنسا، وإن الفلاسفة الفرنسيين هناك، في حيرة ما بين إذا كانت هذه الأحجار نشأت أصلا في الغلاف الجوي للأرض، أم أنها أحجار سماوية دفعتها البراكين القمرية للأرض من سطح القمر. وتذكر الرواية الخاصة بهذا الخبر أن «جيفرسون» تلقى هذه الأخبار باستخفاف قائلا: إنه لا يستغرب أن يسمع عن سقوط الأحجار أو حتى الطواحين من السماء على فرنسا؛ إذ يوجد في فرنسا عدد كبير من الفلاسفة، أكبر من عدد الفلاسفة في أي مكان آخر في العالم، لكنه أيضا عدد كبير من الفلاسفة الكاذبين. وتلقى «إليكوت» بعد عامين عددا من الدراسات الفرنسية المنشورة، التي تناولت بالدراسة والوصف تلك الأحجار التي تقول التقارير إنها شوهدت وهي ساقطة من السماء. وتؤكد التقارير أنها تختلف عن الصخور الأرضية العادية، لكنها في نفس الوقت لم تحسم موضوع كونها تكونت في الجو، أم أنها ساقطة من السماء. وأرسل «إليكوت» ليخبر «جيفرسون» بهذه الأبحاث، لكنه أخبره أنه لم ير كل هذه الأبحاث، وإنما قرأ بحث الفرنسي «إزام» عن طبقات الجو. وأضاف أنه لا ينفي أو يصدق الأخبار الواردة بخصوص ما يقال عن سقوط مواد صلبة من السماء.
وبينما الحال على تلك الشاكلة، ظهرت في سماء نيويورك كرة نارية كبيرة آتية من جنوب كندا، وأمطرت مدينة «وستون كونيتيكت» بنيويورك بعدد من الأحجار. ودرست هذه الأحجار من قبل باحثين من «كلية ييل» أحدهما خبير المعادن والجيولوجي والكيميائي «بنيامين سيليمان» (1799-1864م). وسقط حجر يزن 37 رطلا من هذه الأحجار، في حقل «دانيل سلمون»، الذي أرسله على الفور إلى تاجر وخبير المعادن المعروف «أرشيبالد بروس» في نيويورك لفحصه وتبيان طبيعته. واقتبس «سلمون» ما جاء في تقرير «بروس» من نتائج وسطر خطابا للرئيس في عام 1808م، يقول فيه: إن هذا الحجر - بدون شك - من أصل سماوي (نيزكي)، وإنه يشبه تلك الأحجار السماوية التي رآها «بروس» (تاجر وخبير المعادن الذي فحص الحجر الساقط) في كل من لندن وباريس، كما أنه يشبه القطعة التي في حوزته من نيزك «إنستسيم» الفرنسي الشهير، الذي سقط في عام 1492م. وسأل «سلمون» «جيفرسون» عما إذا كان ينبغي له أن يرسل هذا الحجر (الذي أشار إليه بالزائر الجديد في الولايات المتحدة) للرئيس والهيئة التشريعية الوطنية للنظر في أمره. وأجاب «جيفرسون» على خطاب «سلمون» في 15 فبراير، بخطاب يكشف تشككه في رواية أن هذا الحجر من السماء؛ إذ ورد في رده: «لا يمكن للمرء أن ينكر كل ما لا يعرفه من أشياء؛ إذ إن هناك العديد من الظواهر اليومية التي لا نستطيع أن نفسرها.» ويصل لخلاصة رأيه في الموضوع، فيذكر: يصعب فهم كيف جاء هذا الحجر الذي بحوزتك إلى المكان الذي عثر عليه فيه، لكن من السهل تفسير كيف وجد هذا الحجر في السحب التي من المفروض أنه سقط منها على الأرض. وفي الحقيقة، الشيء الذي يجب أن يتم الآن، هو أن يتم فحص هذا الحجر من قبل من هم مؤهلون لذلك،
অজানা পৃষ্ঠা