عبد الله بن جعفر ونصيب الشاعر
وقف الناس يوما من الأيام على باب عبد الله بن جعفر الطيار، وكان أرباب الحاجات ينتظرون خروجه، فنهضوا إليه، فما طلب أحد حاجة إلا قضاها له، وكان فيمن حضر نصيب الشاعر، فلما نظر إلى ما يسمع منه تقدم إليه، وقبل يده، وأنشد:
ألفت (نعم) حتى كأنك لم تكن
عرفت من الأشياء شيئا سوى نعم
وعاديت (لا) حتى كأنك لم تكن
سمعت بلا في سالف الدهر والأمم
فقال له عبد الله: ما حاجتك؟ قال: هذه رواحلي توسقها لي. قال: أنخ أنخ. ثم أوسقها له تمرا، وأمر له بعشرة آلاف درهم وثياب، فلما انصرف نصيب قال قائل لعبد الله: يا ابن الطيار أتعطي هذا العطاء كله لمثل هذا العبد الأسود؟! فقال: إن كان أسود؛ فإن شعره لأبيض، وإن كان عبدا فإن ثناءه لحر، وهل أعطيناه إلا رواحل تمضي، وطعاما يفنى، وثيابا تبلى؟! وكان يعتق في غرة كل شهر مائة عبد.
عبد الله بن جعفر وأحد الأنصار
ابتاع عبد الله بن جعفر حائط نخل من رجل أنصاري بمائة ألف درهم، فرأى ابنا له يبكي، فقال له: ما يبكيك؟! قال: كنت أطلب أنا وأبي أن نموت قبل خروج هذا الحائط من أيدينا، ولقد غرست بعض نخله بيدي. فدعا أباه ورد عليه الصلة، وسوغه المال.
علي بن عيسى وأصحابه
অজানা পৃষ্ঠা