لما جلتها صروف الدهر كارهة
قامت تنادي بأعلى الصوت يا عمر
النوادر التاسعة
نوادر الخليفة عبد الملك بن مروان وأولاده
عبد الملك بن مروان والحجاج
قال العتبي: لما اشتدت شوكة العراق على عبد الملك بن مروان خطب في الناس، وقال: إن نيران أهل العراق قد علا لهبها، وكثر حطبها، فجمرها حار، وشهابها وار، فهل من رجل ذي سلاح عتيد وقلب حديد أبعثه لها؟! فقام الحجاج وقال: أنا يا أمير المؤمنين. فقال: ومن أنت؟! قال: أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عامر. فقال له: اجلس. ثم أعاد الكلام، فلم يقم أحد غير الحجاج، فقال: كيف تصنع إن وليتك؟ قال: أخوض الغمارات، وأقتحم الهلكات، فمن نازعني حاربته، ومن هرب مني طلبته، ومن لحقته قتلته، أخلط عجلة بتأن، وصفوا بكدر، وشدة بلين، وتبسما بازورار، وعطاء بحرمان، وما على أمير المؤمنين إلا أن يجرب، فإن كنت للأوصال قطاعا، وللأرواح نزاعا، وللأموال جماعا، وإلا فليستبدل بي. فقال عبد الملك: لا، من تأدب وجد بغيته، اكتبوا له كتابه.
عبد الملك بن مروان والرجل
وجد عبد الملك بن مروان على رجل فجفاه وأطرحه، ثم دعا به ليسأله عن شيء؛ فرآه شاحبا ناحلا، فقال له: متى اعتللت؟ فقال: ما مسني سقم، ولكن جفوت نفسي إذ جفاني الأمير، وآليت أن لا أرضى عنها حتى يرضى عني أمير المؤمنين. فأدناه إلى نفسه.
عبد الملك بن مروان وبعض العلماء
اجتمع عند عبد الملك بن مروان في الحرة علماء كثيرون من العرب، فذكروا بيوت العرب، فاتفقوا على خمسة أبيات؛ بيت بني معاوية الأكرمين في كندة، وبيت بني جشم في بكر تغلب، وبيت ابن ذي الجوشن في بكر، وبيت زرارة في تميم، وبيت بني بدر في قيس، وفيهم الأحيرز بن مجاهد الثعلبي - وكان أعلم القوم - فجعل لا يخوض معهم فيما يخوضون فيه، فقال له عبد الملك: ما لك يا أحيرز ساكتا منذ الليلة؛ فوالله ما أنت بدون القوم علما؟! قال: وما أقول؟! سبق أهل الفضل في نقصانهم، والله لو أن للناس كلهم فرسا سابقا لكانت غرته بنو شيبان، ففيم الإكثار؟! وقد قال المسيب:
অজানা পৃষ্ঠা