وفد أزهر الشاعر على أبي جعفر فقال له: ما حاجتك، قال جئتك طالبا، فأمر له باثني عشر ألف درهم وقال: لا تأتنا بعد طالبا، فأخذها وانصرف، ولما كان بعد سنة أتاه، فقال له أبو جعفر: ما حاجتك يا أزهر، قال: جئت مسلما فقال: لا والله بل جئت طالبا، وقد أمرنا لك باثني عشر ألفا فلا تأتنا طالبا ولا مسلما، فأخذها ومضى ولما كان بعد سنة أتاه فقال: ما حاجتك يا أزهر قال: أتيت عائدا، فقال: لا والله بل جئت طالبا ، وقد أمرنا لك باثني عشر ألفا فاذهب ولا تأتنا بعد طالبا ولا مسلما ولا عائدا، فأخذها وانصرف، فلما مضت السنة أقبل، فقال له: ما حاجتك يا أزهر، قال: يا أمير المؤمنين دعاء كنت أسمعك تدعو به جئت لأكتبه فضحك أبو جعفر وقال: الدعاء الذي تطلبه غير مستجاب فإني دعوت الله به أن لا أراك فلم يستجب لي، وقد أمرنا لك باثني عشر ألفا. وتعال إذا شئت فقد أعيتنا الحيلة فيك.
السائل وعبيد الله
من جود عبيد الله بن عباس أنه أتاه سائل وهو لا يعرفه فقال له: صدق، فإني نبئت أن عبيد الله بن عباس أعطى سائلا ألف درهم فاعتذر إليه، فقال له: وأين أنا من عبيد الله، قال: أين أنت منه في الحسب أم في كثرة المال، قال فيهما، قال: أما الحسب في رجل فمروءته وفعله وإذا شئت فعلت وكنت حسيبا، فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه من ضيق الحال، فقال له السائل: إن لم تكن عبيد الله بن عباس فأنت خير منه، وإن كنت هو فأنت اليوم خير منك أمس، فأعطاه ألفا أخرى، فقال السائل: هذه هزة كريم حسيب، والله لقد جذبت قلبي بكريم الخصال التي قلما توجد في سواك من الرجال. •••
قال أحمد بن مطير: أنشدت عبد الله بن طاهر أبياتا كنت مدحت فيها بعض الولاة وهي:
له يوم بؤس فيه للناس أبؤس
ويوم نعيم فيه للناس أنعم
فيقطر يوم الجود من كفه الندى
ويقطر يوم البؤس من كفه الدم
فلو أن يوم البؤس لم يثن كفه
عن الناس لم يصبح على الأرض مجرم
অজানা পৃষ্ঠা