258

নওয়াদির উল আশেক

نوادر العشاق

জনগুলি

إذا رأينا محبا قد أضر به

جهد الصبابة أوليناه إحسانا

الحارث بن زهير ولبنى

خرج ذات يوم الحارث بن زهير مع خلان له إلى الصيد والقنص فأوسع بهم في عرض الفلاة حتى وصلوا إلى اليعمودية، فلاحت له غزالة في ذلك البر فجد في أثرها، فانتهى به المسير إلى غدير كبير على شاطئه جماعة من البنات الحسان وبينهن جارية بديعة الجمال كأنها هلال، جمعت بين لطافة القد وحسن الجيد والاعتدال، وكانت تدعى لبنى بنت المعتمد، فلما رآها الحارث غلب عليه العشق والجوى واستولى عليه سلطان الهوى، وكانت الغزالة قد دخلت بين البنات فانثنى نحوهن وسلم، ثم قال بصوت لطيف: دعي صيدي يا بنت الكرام حتى آخذه وأذهب، فقالت له: خلي عنك أيها الشاب فقد استجار بنا وأعطيناه عهدنا وزمامنا، وكانت لبنى تتكلم بقلب يخفق غراما وصوت يتقطع لوعة وهياما، ثم قالت له: ما اسمك الكريم؟ قال: الحارث بن زهير سيد بني عبس، فقالت: نعم الفتى، وبعد ساعة من الزمان ودعهن وسار وقد اشتعل فؤاده من فرط الحب بلهيب النار، ولما زاد به الشوق باح لسانه بالشعر فأنشد:

سلامي على الوادي ومن حل دونه

فقد حملوني فوق ما أنا حامله

مررت به أبغي من الصيد ظبية

فعدت وقد صادت فؤادي حبائله

وأبقيت قلبي عند سكان أرضه

وجسمي على نار الهوى ومراجله

অজানা পৃষ্ঠা