الله تَعَالَى حرم الْخمر فِي اوطان خَمْسَة فأولهن قَوْله تَعَالَى ﴿وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا وَرِزْقًا حسنا﴾ فمعناها وتتركون رزقا حسنا وَهُوَ تعيير من الله تَعَالَى لَهُم فظاهرها تعدد النعم وَلَيْسَ كَذَلِك فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة امْتنع عَن شربهَا قوم وَبَقِي آخَرُونَ حَتَّى قدم رَسُول الله ﷺ الْمَدِينَة فَخرج حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَقد شرب الْخمر فَلَقِيَهُ رجل من الْأَنْصَار وَبِيَدِهِ نَاضِح لَهُ والأنصاري يتَمَثَّل ببيتين لكعب بن مَالك فِي مدح قومه وهما
جَمعنَا مَعَ الإيواء نصرا وهجرة
فَلم ير حَيّ مثلنَا فِي المعاشر ... فأحياؤنا من خير أَحيَاء من مضى
وأماوتنا فِي خير أهل الْمَقَابِر
فَقَالَ لَهُ حَمْزَة أُولَئِكَ الْمُهَاجِرُونَ فَقَالَ لَهُ الْأنْصَارِيّ بل نَحن الْأَنْصَار فتنازعا فَجرد حمزه سَيْفه وَعدا على الْأَنْصَار فَلم يُمكن الْأنْصَارِيّ أَن يقوم لَهُ فَترك نَاضِحَهُ وهرب فظفر حَمْزَة بالناضح وَجعل يقطعهُ فجَاء الْأنْصَارِيّ الى النَّبِي ﷺ مستعديا فَأخْبرهُ بِخَبَر حمزه وفعاله بالناضح فغرم النَّبِي ﷺ لَهُ ناضحا فَقَالَ عمر بن الْخطاب يَا رَسُول الله أما ترى الى مَا نلقي من أَمر الْخمر إِنَّهَا مذهبَة لِلْعَقْلِ متلفة لِلْمَالِ فَأنْزل الله تَعَالَى بالمدينه ﴿يَسْأَلُونَك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير﴾
1 / 48