فتبارك الله الذي نزل الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما، بل جعله كما قال سبحانه كتابا مضيا مفصلا مكتملا : { كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [فصلت: 42]، فكان في إحكامه لآياته وتكريمه له وإجادته فوق كل محكم ومجيد، كما قال سبحانه: { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } [البروج: 21 - 22]، فهو خير ما وعظ به واعظ واتعظ به موعوظ.
والحفظ في هذه الآية واللوح، فهو الأمر المثبت اليقين المشروح، والمجيد فقد يكون المتقن المحكم، ويكون العزيز العظيم المكرم، كما قال الله سبحانه لرسوله، صلى الله عليه وآله: { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } [الحجر: 78]، فهو كما قال الله جل ثناؤه العظيم.
وفي تكريم الله له ما يقول تبارك وتعالى: { وإنه لقرآن كريم } [الواقعة: 76]، وفي حكمة كتاب الله ما يقول سبحانه: { ألر تلك آيات الكتاب الحكيم } [يونس: 1]، وفيه ما يقول جل جلاله: { وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم } [النمل: 6].
পৃষ্ঠা ৩৬