في المساء خطر جدو نور على بالي كثيرا، واشتقت لسماع بقية قصته، تذكرت أنني استعرت كتابا منه لكنني لم أفتح حقيبتي منذ أن كنت عنده آخر مرة. مددت يدي وأخرجت الكتاب كان عنوانه «هكذا غنى طاغور»، من طاغور هذا؟ قلبت الأوراق وإذا به ديوان شعر وليس رواية، لكنني لا أحب الشعر، فهو يشعرني بالملل. ومع ذلك فتحت الديوان وأخذت أقرأ، كان شعرا مترجما عن لغته الأصلية لذلك هو بلا وزن ولا قافية، ومع ذلك فقد أحببته، كان بسيطا سهلا لم تكن فيه مفردات صعبة كما في الأشعار التي كنا ندرسها. وطاغور شاعر هندي ذو شهرة واسعة كما قرأت عنه في الإنترنت ونال جائزة نوبل للأدب. كانت حياته غنية مليئة بالأشياء العجيبة؛ فهو أولا لم يكن مسلما، كما كنت أظن في بادئ الأمر، وتزوج باكرا جدا من فتاة صغيرة جدا وقد أحبها وألف لها الكثير من القصائد الرائعة، لكنه عاش ألما كبيرا بوفاتها ووفاة ابنه وابنته. لكن ما أدهشني حقا في سيرته أنه بدأ يرسم في الستين من العمر، بل إنه أقام عدة معارض! إنه حقا رجل متميز؛ فليس للعمر قيمة بالنسبة إليه، والوقت عنده لا يفوت أبدا. الأهم من كل ذلك هو الشغف، فعلى الرغم من أنه سافر إلى إنكلترا لاستكمال دراسته في الحقوق إلا أنه عاد إلى موطنه بلا شهادة؛ لأنه لم يكن شغوفا بها! كيف يفعل ذلك؟ كيف واجه عائلته ومجتمعه حين عاد إليهم؟ كيف يترك إنكلترا بعظمتها ويعود إلى البنغال في الهند ببساطته؟ كيف يفوت فرصة السفر والاكتشاف؟ ما كنت لأفعل ذلك لو كنت مكانه! لكن لعله وجد في موطنه ما لم يجده في لندن. تذكرت قصة الفتى في «الخيميائي» الذي سافر بحثا عن كنز عند الأهرامات، لكنه اكتشف أخيرا أنه مخبأ تحت شجرة الجميز بقرب بيته! وأنا، أين علي أن أبحث؟ وعن أي شيء؟
كتبت في صفحتي:
بقدر أهمية الكنز تكون أهمية الطريق الموصلة إليه.
ثم قرأت شيئا من ديوان طاغور، وكان مما أعجبني:
بسيطة كلماتك أيها المعلم،
بساطة لا يملكها أولئك الذين يتحدثون عنك.
إنني أفهم صوت نجومك،
وصمت أشجارك،
وأعرف أن قلبي سيتفتح كالزهرة،
وأن حياتي قد أفعمها نبع خفي،
অজানা পৃষ্ঠা