الطبقة الثانية:
١- ابن أبي إسحاق: هو أبو بحر عبد الله بن أبي إسحاق زيد الحضرمي، البصري، اشتهر بكنية ولده، وكان مولى آل الحضرمي، أخذ عن نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وجد في هذا العلم حتى بلغ الغاية فيه، سئل عنه " يونس " فقال: "هو والنحو سواء"، كان أول من علل النحو، كما كان شديد التجريد للقياس والعمل به كما سلف.
وعاصره "عيسى بن عمر الثقفي"، و"أبو عمرو بن العلاء"، وجمع بينه وبين أبي عمرو بلال بن أبي بردة عامل البصرة من قبل خالد القسري والي العراق لهشام بن عبد الملك، قال: "ابن سلام": "قال أبو عمرو: فغلبني ابن أبي إسحاق بالهمز١، فنظرت فيه بعد ذلك وبالغت فيه".
كان كثير السؤال للفرزدق "قال ابن هشام: قد حضر يوما مجلس عبد الله فقال له كيف تنشد هذا البيت:
وعينان قال الله كونا فكانتا ... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فأنشده "فعولان"، فقال له عبد الله: ما كان عليك لو قلت: فعولين؟
فقال الفرزدق: لو شئت أن أسبح لسبحت ونهض فلم يعرفوا مراده، فقال عبد الله: لو قال فعولين لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما، ولكنه أراد أنهما
_________
١ في المزهر: وكان يقال: عبد الله أعلم أهل البصرة وأعقلهم ففرع النحو وقاسه وتكلم في الهمز حتى عمل فيه كتابا مما أملاه وكان رئيس الناس وواحدهم.
1 / 60