ولد الحرون شيئًا، فإنه كان يطرقهم ويحب أن يبقى فيهم نسله. فبعث إلى مشايخهم فسألهم فقالوا: ما نعلم شيئًا غير فرس عند الحكم بن عرعرة النميري، يقال له: الحموم. فبعث إليه فجيء بها وجاء رجل من بني سعد بفرس أشقر أقرح، من ولد لاحق، فلما نظر إليه الحكم بن عرعرة، ويقال أنه كان أبصر الناس بفرسٍ فقال: ما له قاتله الله، إن سبقنا شيء فهذا خليق. وكل يحاكها عشر غلاء ويتقدمها، ثم تغضب وتدركها عروق كرام فسبقه. فلما أرسلت الخيل صدر الأشقر السعدي عليها، وانقطعا من الخيل، فرجز السعدي فأنشأ يقول:
نحن صبحنا عامرًا في دارها
أروع يطوي الخيل من أقطارها
يغادر الخيل على انبهارها
مقورة تعثر في غبارها
قال: فوالله لكأنها فهمت رجزه فصرت أذنيها ثم اعتمدت في اللجام فبدرت بين أيديها فجاءت أمامها كأنها كثاب أعسر. والكثاب مثل المعراض. فنهض النميري يرتجز.
ما إن صبحت عامرًا في دارها
إلا جلالًا كنت من ميارها
منخرق المئزر من تجرارها
1 / 67