قال: فوالله! ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم١ كليلا وأمرهم مدبرا" ٢.
ثم قال مسلم: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال: "فروة بن نعامة الجذامي، وقال: "انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة" ٣.
وزاد في الحديث حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي ﷺ يركض خلفهم على بغلته.
٨٢- وعند مسلم أيضا من حديث سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله ﷺ حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبي ﷺ فولى صحابة النبي ﷺ وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله ﷺ منهزمًا وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله ﷺ: "لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله ﷺ نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال: "شاهت٤ الوجوه" فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله ﷿ وقسم رسول الله ﷺ غنائمهم بين المسلمين٥.
٨٣- وعند ابي يعلى والطبراني: من حديث أنس بن مالك بإسناد حسن قال: لما كان يوم حنين: انهزم الناس عن النبي ﷺ إلاّ العباس بن عبد المطلب وأبا
١ قوله: "فما زلت أرى حدهم كليلا "هو بفتح الحاء المهملة أي ما زلت أرى قوتهم ضعيفة". (شرح النووي على صحيح مسلم ٤/٤٠٣) .
٢ تقدم برقم (٨٠) .
٣ تقدم برقم (٨٠) .
٤ شاهت الوجوه: قبحت. (المصباح المنير ١/٣٨٩. الروض الأنف ٧/٢١٧٩.
(مسلم: الصحيح ٣/١٤٠٢ كتاب الزكاة. والبيهقي: دلائل النبوة ٣/٤٤أ- ب) .