নকল থেকে সৃজনশীলতায়
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
জনগুলি
والعقل أداة الإيضاح، ما يوافق عليه وما يخالفه، ما يقابله وما يستنكره، وهو العقل البديهي الذي لا يحتاج إلى بيان. فمن الواضح أن واجب الوجود لا علة له. لذلك يرد ابن سينا الإلهيات إلى المنطق أي إلى طرق البرهان. فلا سفسطة ولا جدل كما هو الحال في علم الكلام. ولا خطابة ولا شعر كما هو الحال في التصوف، بل البرهان كما هو الحال في الفلسفة الأولى وفي أصول الفقه، وفي وسط «الإلهيات» يوجد فصل كامل عن المنطق، الفصل الثامن، المقالة الأولى «في بيان الحق والصدق والذب عن أول الأقاويل في المقدمات الحقة.» وهو آخر الفصول عن منطق اللغة، وتحليل الخطاب.
182
ويؤكد العقل على وجود الكليات في عالم الأذهان لا في عالم الأعيان، وأن افتراض التطابق بينهما هو من عمل الوهم والخيال أو عن طريق التجريد للأشخاص. والعقل هو النفس كما هو الحال في الرياضيات، وكذلك كل المقولات الفلسفية كالصورة والعلة. لذلك تلجأ الرياضيات إلى الرسم التوضيح عالم الأذهان في عالم الأعيان. التأخر والتقدم، القدم والحدوث، الأول والآخر كلها في الأذهان. ويجوز أن يكون الشيء موجودا في الذهن معدوما في الأعيان مثل الخبر عن شيء موجود في الذهن، لذلك كان الصدق في النفس والحق في الخارج، وهو الحق مطلقا، الحق بذاته دائما واجب الوجود، وبالتالي يشبه موقف الفلاسفة موقف الفقهاء في رفض تطابق العالمين، ويكون نقد الفقهاء للفلاسفة بأنهم يقولون بوجود الكليات في الخارج، وبالتالي القول بتعدد الصور غير صحيح.
183
والهدف من الإيضاح والبيان إقامة النسق المنطقي على أكبر قدر من الاتساق والبرهان الداخلي بحيث يمتنع فيه المحال والتناقض كما يتضح ذلك في عبارات مثل: وهذا محال، وهذا خلف، وهذا مستحيل، وهذا كاذب. فالمحال بيان فساده وكذبه. وقد يضع ابن سينا حجة افتراضية للعمل عليها ثم بيان فسادها. ويضع البنية العقلية التي يقوم عليها العرض حتى يبدو أكثر اتساقا وأوسع شمولا.
184
ويستعمل أسلوب المسلمين في استباق الاعتراض والرد عليه مسبقا كما هو الحال في علم الأصول في صيغة «فإن قال قائل ... نقول» من أجل إكمال البنية العقلية وتحليل التجربة المشتركة بين المؤلف والقارئ قبل أن تقع. وقد يصبح الاعتراض سخفا وجدلا ولجاجة لا ينفي التساؤل والمعرفة بل الإحراج والعناد.
185
والفهم اقتضاء يعبر عنه بألفاظ «يجب»، «ينبغي». فالحق ضرورة. والصواب يفرض نفسه في يقين داخلي ونسق فكري، وكأن اليقين حتمية قبلية من طبيعة الذهن ومسار الفكر قبل أن يكون بآلياته وأشكال القضايا وترتيب المقدمات واستخلاص النتائج. مسار الفكر اقتضاء ذهني وطبيعي، وتحليل معاني الألفاظ لمعرفة معانيها وحذف ما لا يدخل في الغرض اقتضاء منهجي.
186
অজানা পৃষ্ঠা