وفي هذه الأوامر من دقائق الحكم، وحسن الإدارة، واجتذاب القلوب، ما لا يخفى على المفكر في تاريخ ذلك الرجل العظيم، وأهم ما في هذه الأوامر إشارته إلى حماية الأسطول من غارة نلسون، التي وقعت على الرغم من كل ذلك بعد شهر واحد من وصول الجيش الفرنسي إلى الإسكندرية، كما سنشرحه في مكانه، ولكن المهم ذكره هنا، هو أن نابوليون كان على حذر من الأسطول الإنكليزي، وكان يعلم علم اليقين أنه إن قضي على سفنه بالدمار، فقد قضي على كل آماله ومشاريعه في مصر خصوصا والشرق عموما، ولذلك كان همه منذ وصل إلى الإسكندرية أن يبحث عن طريقة تقي الأسطول من الخطر، فكتب إلى الأميرال برويس يقول «تاريخ 3 يوليو»:
إن القائد العام يريد منك اتخاذ كل الوسائل لإنزال كل ما يخص الجيش إلى البر، ويعتقد القائد العام أنك ولا بد قد جسست عمق البحر؛ ولذلك يود أن يدنو الأسطول من الميناء؛ لأن وجوده بعيدا غير موافق لمصلحة مواصلاتنا.
5
وكان نابوليون يميل إلى دخول الأسطول في ميناء الإسكندرية لحمايته بأسرع ما يمكن، ولكن حصل خلاف بين رجال البحرية فيما يختص بسعة قاع الميناء لقبول سفن كبيرة كالتي مع الأسطول، فقال القبودان باريه
Barré
بإمكان ذلك، ولم يوافق عليه الأميرال وبقية القبودانات الآخرين، وكان من أمر رسوه في مياه أبي قير ما كان.
وقد أوضحنا هذه النقطة لعظيم أهميتها في مركز الفرنسيين بالقطر المصري، ولأن نابوليون طالما ندد بالأميرال برويس وشكا نتيجة تساهله وعدم الحيطة اللازمة، ولمؤرخي الفرنسيين مجادلات في هذه المسألة يطول شرحها.
وكان آخر ما كتبه نابوليون بالإسكندرية الخطاب الآتي الذي بعث به إلى السيد محمد كريم:
المعسكر العام - 7 يوليو 1798 - إلى السيد محمد كريم
6
অজানা পৃষ্ঠা