وقال النور الإسعردي: لما اضر.
قد كنت من قبل في أمن وفي دعة ... طرفي يرود لقلبي روضة الأدب
حتى تلقبت نور الدين فانعمشت ... عيني وحول ذاك النور للقب
وقال، وقد أخذ الكحال منه ذهبًا ولم يبرأ:
عجب لذا الكحال كيف أضلني ... ولكم أضل بميله وبمينه
ذهب اللئيم بناظري وما رثى ... لأخي الأسى إذراح منه بعينه
أأصاب منه في ثلاثة أعين ... هذا لعمركم الصغار بعينه
وقال:
يا سائلي لما رأى حالتي ... والطرف مني ليس بالمبصر
لست أحاشيك ولكنني ... سمحت للعينين للأعور
وقال:
لله في هذا الورى حكمة ... وأنعم أعيت على الحاضر
عوضني والله ذو رحمة ... عن ناظري الباصر بالناصر
ابن قزل يتغزل في عمياء:
قالوا تعشقها عمياء قلت لهم ... ما شأنها ذاك في عيني ولا قدحا
بل زاد وجدي فيها أنها أبدًا ... لا تعرف الشيب في فودي إذا وضحا
إن يجرح السيف مسلولًا فلا عجب ... وإنما أعجب لسيف مغمد جرحا
كأنما هي بستان خلوت به ... ونام ناطوره سكران قد طفحا
تفتح الورد فيه من كمائمه ... والنرجس الغض فيه بعد ما افتتحا
وقال أيضًا:
علقتها عمياء مثل المها ... فخان فيها الزمن الغادر
أذهب عينيها فأنسانها ... في ظلمة لا يهتدي حائر
تجرح قلبي وهي مكفوفة ... وهكذا قد يفعل الباتر
ونرجس اللحظ غداذا بلًا ... واحسرتا لو أنه ناظر
1 / 57