নাকাবাত
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
জনগুলি
إذا كان في التاريخ فائدة ما، فهي في هذه الدروس التي يلقيها علينا. هي في الأمثولة التي تعلمنا أن يجب أن نتعظ بمساوئ الماضي. هي في الأمثولة التي تعلمنا أن من الإثم أن نورث أبناءنا ما ورثناه من مساوئ الماضي. هي في الأمثولة التي تعلمنا ألا يجب أن نظل مخدرين إلى الأبد بأوهام التاريخ، ولا يجب أن نسمم عقل الأمة إلى الأبد بسمومه. يجب أن نعرف الحقيقة كلها، فنستنير بها إذا كانت خيرا، وإذا ما كانت شرا ننبذها ونتقي أمثالها.
وها قد وصلنا إلى يومنا هذا، وهو يوم من الأيام التي سردنا تاريخها. وها إن البلاد بلادان سورية ولبنان؛ سورية المجاهدة، ولبنان المتقاعد. سورية الدامية ولبنان المتفرج. سورية النازعة إلى الاستقلال، ولبنان القانع بخيال من الحرية والاستقلال. بل ترانا نعيد أغلاط أجدادنا، فيعيد التاريخ نفسه في راشيا وكوكبا ومرجعيون، وتستخدمنا دولة إفرنجية لأغراضها كما كانت تستخدمنا الدولة العثمانية.
فهل تصفو نية السوري فينسى الأجداد الذين يشيد على الدوام بمفاخرهم، وينسى الدول الإسلامية التي يتغنى على الدوام بأمجادها - وقد عرف من هذا التاريخ حقيقتها وحقيقتهم - وينصرف بكل قواه، وكل عقله، وكل قلبه، وكل ما لديه من أسباب العمل إلى ما فيه خيره وخير أخيه اللبناني على السواء قبل كل شيء؟
وهل ينبذ اللبناني رؤساءه وزعماءه الذين انقاد لهم في عهد الدستور، وفي أيام إبراهيم باشا - وفي هذا العهد، عهد الانتداب الحديث - ورأى بأم عينه نتيجة انقياده المفجعة؟!
إخواني، أبناء هذه البلاد، سهلها وجبلها وساحلها.
هل نظل مقيدين على الدوام بقيود الأجداد، بل بقيود الخوف والجهل، والتعصب والأوهام؟ هل نخدم على الدوام مصلحة السادة الرؤساء ، المعممين والمقلنسين، التي نظنها مصلحة الوطن؟
هل نخدم على الدوام مصلحة المنتدبين، التي نعلم حق العلم أنها تنافي مصلحة البلاد؟
هل نرضى بخيال الجمهورية ونساعد في خنق كل أمل من آمالنا الوطنية القومية؟
وهل نرضى بأن نقول: إننا إخوانكم، لكم ما لنا وعليكم ما علينا، ولا ننبذ من قلوبنا كل غل قديم وكل حقد ديني ذميم؟ •••
إخواني، أبناء هذه البلاد، سهلها وجبلها وساحلها!
অজানা পৃষ্ঠা