নাকাবাত
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
জনগুলি
استمر هذا الحكم الفارسي العسكري الاستعماري في البلاد السورية مائتين وثماني وعشرين سنة (558-330ق.م)، وبينما كانت الثورات تضطرم في البلدان الأخرى لخلع نير الأجنبي، فتحررت اليونان سنة 449، وتحررت مصر سنة 405، لم يحدث في سورية غير ثورة واحدة صغيرة غير ظافرة، وذلك في الجهة الفينيقية، وفي شرقي الأردن الذي كان يقطنه الأدوميون.
لم تكن سورية لملوك الفرس سوى طريق إلى مصر وأفريقية وبلاد الإغريق، والطريق التي يسلكها الفاتحون يجب أن تكون آمنة، ويجب أن يكون فيها ما يكفي لتموين الجيوش. أما الأمن فقد أوجده ملوك الفرس - كما قلت - بما كان لهم من الحاميات الفارسية في البلاد. وأما التموين فأمره موكل بالخراج، والخراج ينمو نماء عجيبا في ظل الرماح: هاتوا الأموال، وهاتوا الأرزاق، وهاتوا رجالكم للحروب!
مائتان وثمان وعشرون سنة من هذا الاستعمار الشرقي! وبعد ذلك؟ إن مصرع الباغي وخيم وإن تأخر مائتي سنة؛ فقد أرسل الله الإسكندر - إسكندر بن فيليبوس المقدوني - ليؤدب الدولة الفارسية الأشمونية التي كان يسوسها في آخر عهدها النساء والعبيد والخصيان.
وكان دارا الثالث - آخر ملوك الأشمونيين - قد هم باسترجاع بعض البلدان التي خسرها أسلافه السفهاء، فزحف بجيشه إلى سورية وقد اعتزم أن يغزو بلاد الإغريق.
ولكن الإسكندر كان قد عبر البحر إلى آسية (334ق.م)، ومعه خمسة وثلاثون ألف مقاتل، فالتقى بقسم من الجيش الفارسي في الأناضول، وكانت هناك وقعة «الغرانيق» التي كتب له فيها النصر الآسيوي الأول.
واستمر الفاتح الشاب زاحفا على سورية، فوصل إلى خليج الإسكندرونة، حيث كان الملك دارا وهو متأهب للحرب، فالتحم الجيشان في وقعة إيسوس (333) شمالي الخليج، وكانت الغلبة فيها للمقدونيين.
تقهقر الملك دارا بما تبقى من جنوده إلى الشرق، واستمر الإسكندر زاحفا إلى الجنوب، فوقع الرعب بعد وقعة إيسوس في قلوب الفينيقيين والسوريين، فدان أكثرهم له طائعين. «ولما وصل إلى جبيل، تلقاه أهلها بالبشر والحفاوة.»
أما صور فأبت التسليم، ودافع أهلها دفاع المستبسلين في حصار دام سبعة أشهر، ثم سلموا، وكان قد أرسل الإسكندر أحد قواده إلى دمشق فاحتلها بجنوده، واستحوذ على خزائن دارا وما كان في المدينة لأعيان الفرس من المتاع والأموال.
وفي مدة لا تتجاوز العشرين شهرا أخرج الفاتح المقدوني الفرس من البلاد السورية كلها، كما أخرج الأحلاف الترك في هذا الزمان.
أجنبي ينقذنا من أجنبي على الدوام!
অজানা পৃষ্ঠা