. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ولد في العشر الأول من المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مئة بنوى ونشأ بها.
ثم انتقل إلى دمشق فدأب في الطلب، حتى فاق أهل زمانه، ودعا إلى الله في سره وإعلانه.
وكان يديم الصيام، ولا تزال مقلته ساهرة، ولا تأكل من فواكه دمشق؛ لما في ضمانها من الشبهة الظاهرة، ولا يدخل الحمام تنعمًا، وانخرط في سلك: ﴿إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾.
وكان يقتات مما يأتيه من قبل أبويه كفافًا، ويؤثر على نفسه الذين لا يسألون الناس إلحافًا، فلذلك لم يتزوج إلى أن خرج من الدنيا معافى.
وحج حجتين مبرورتين، لا رياء فيهما ولا سمعة، وطهر الله من الفواحش قلبه، ولسانه وسمعه، حتى توفي ليلة الأربعاء رابع عشري شهر رجب، سنة ست وسبعين وست مئة، ودفن ببلده ﵁، وأحله رضى رضوانه، ومتعه بالداني من حنى جنانه.
* * *