قوله: (بالواووالياء) يعني إعرابه في حالة الرفع بالواووفي حالة النصب والجر بالياء، تقول: (جاء الزيدون وأولومال وعشرون رجلا) و(رأيت الزيدين وأولي مال وعشرين رجلا) و(مررت بالزيدين وأولي مال وعشرين رجلا) وفي هذا خلاف، ذهب أكثر البصريين إلى [أن](1) إعراب المثنى والمجموع تقديري بالحركات، قال سيبويه(2) والخليل: إن الإعراب مقدر على علاماتهما، فعلى الألف والواوضمة، وعلى الياء كسرة أوفتحة، وهذه العلامات لا تكون إعرابا لأنها كعلامة التأنيث والنسب كما أن تلك لا تكون إعرابا كذلك هذه، وقال الأخفش(3) والمازني والمبرد(4) إن الإعراب مقدر على ما قبل علامة التثنية والجمع، لأن هذه العلامات زوائد على الكلمة، دلائل للإعراب(5) وذهب الكوفيون وقطرب وأكثر المتأخرين والمصنف(6) أنهما معربان بالحروف، فالواوفي الجمع والألف في المثنى كالضمة، والياء فيهما كالكسرة والفتحة، قالوا: وإنما أعربت بالحروف لأنها أكثر من واحد فأعربت بأكثر من إعراب، وليس أكثر من الحركة إلا الحروف، وكان القياس أن يرفعا بالواووينصبا بالألف ويجرا بالياء، وقد خالفوا القياس في رفع المثنى بالألف ونصبهما بالياء، أن يرفعا بالواووينصبا بالألف، وأما الجر فيهما والرفع في المجموع فباق على القياس، وإنما خالفوا بينهما في الرفع خوف اللبس، لأنك لورفعتهما بالواوونصبتهما بالألف لوقع اللبس بينهما، ولم يعرف المثنى من المجموع، ونون التثنية مكسورة ونون الجمع مفتوحة فجوابه أنها تذهب في حالة الإضافة فإن قيل وأي لبس، وما قبل واوالجمع مضموم، وما قبل واوالتثنية مفتوح، فجوابه أنه يقع اللبس في المقصور نحو: (مصطفون) فإنهم فتحوا فيه ما قبل الواولتدل الفتحة على الألف المحذوفة، وأما حال النصب، فلوجعلنا نصبهما بالألف لأدى إلى اللبس بينهما، لأن الألف تستدعي أن يكون ما قبلها مفتوحا بكل حال في كلا النوعين، فطرحت الألف في حالة [و9] النصب لذلك، وسبق المثنى فأخذ الألف في حالة الرفع لأنها أخف، ولأنها تكون ضميرا له، وبقي الواوللجمع على قياس الأسماء الستة، ولأنها ضمير له، وحمل فيها المنصوب على المجرور لأنهما مفعولان فضلة يجوز حذفهما ويتفقان في كناية الإضمار نحو: (رأيتك ومررت بك)، وهذا الجمع وإن لم يسم به فهوبالحروف على ما ذكره الشيخ(1) وقد قيل فيما كأن جمعه غير قياسي ك(بنين) و(سنين) و(وأربعين) و(أرضين) و(ثبين)، إنه يعرب على نونه بالحركات وتلزم الياء ولا تحذف نونه للإضافة وعليه.
[21] وكان لنا أبوحسن علي
أبا برا ونحن له بنين(2)
وقال:
[22] دعاني من نجد فإن سنينه
لعبن بنا شيبا وشيبتا مردا(3) وقال:
পৃষ্ঠা ৭৭