قوله: (بالواووالألف والياء). أي بالواوفي الرفع والألف في النصب والياء في الجر. تقول (هذا أبوه وأخوه) و(رأيت أباه وأخاه) و(مررت بأبيه وأخيه) ويقال لم أعربت هذه الأسماء بالحروف ؟ ثم بعد ذلك ما هذه الحروف ؟ أما لم أعربت ؟ فاختلف فيه، فقيل على طريق الشذوذ، وصفت بأنها وجدت في القرآن وفي فصيح الكلام وقيل توطئة وتمهيدا لما بعدها(1)، وهو المثنى والمجموع، وضعف بأن الشيء لا يكون توطئة لغيره، وقيل عوضا عن حذف لاماتها وضعف بأنه يلزم ذلك في (يد) و(دم)(2) وقيل لأنها أسماء فكثرت بمضافاتها لفظا ومعنى فصارت على أكثر من واحد فأعربت بأكثر من إعراب واحد، وليس أكثر من الحركة إلا الحرف، ويكثرها لفظا - هاهنا وهوالإضافة - ومعنى وهواستلزامها غيرها ف(الأب) يستلزم ابنا، و(الأخ) أخا و(الحم) زوجة وزوجا وإخوة له، و(الهن) والفم لا يكونان إلا في جسد حيوان، و(ذو) بمعنى صاحب، والصاحب لابد له من مصاحب وهذا القول هو اختيار المصنف(3) وأما ما هذه الحروف ؟ فاختلف فيها فقال قطرب(4) والزيادي(5) وبعض الكوفية واختاره المصنف، وكثير من المتأخرين، إنها أنفسها إعراب ولا إعراب(6) [ظ7] سواها لا ظاهر ولا مقدر، فالواوكالضمة والألف كالفتحة والياء كالكسرة، ولا يستبعد إعرابها بالحروف، فقد جاء في المثنى والمجموع وفي الأفعال الخمسة، باتفاق الأكثرين، واختلفوا فيما بينهم فقال أكثرهم إنها زوائد للإعراب، وضعف بأنه يؤدي إلى استعمال اسم على حرف واحد في (فوك) و(ذومال)، وقال ابن الحاجب: (1) إنها مبدلة من لام الكلمة أوعينها، لأن دليل الإعراب لا يكون من أصل الكلمة، فهي بدل يفيد ما لم يفد المبدل منه كالتاء في (بنت) و(أخت) فإنها بدل من الواو، وتفيد التأنيث بخلاف الواو، ولا يقال: إن (فوك) و(ذومال) على حرف واحد لقيام البدل فقام المبدل منه، وقال الأخفش (2): إنها دلائل الإعراب(3) المقدر قبلها، فالواودليل للضمة، والألف للفتحة، والياء للكسرة، وقال سيبويه(1) والفارسي (2) وأكثر البصريين (3) إنها لامات الكلمة، والإعراب مقدر عليها، وإنما أعلت هذا الإعلال لأنهم ضموا العين اتباعا للام الفعل كفعلهم في (امرؤ) و(ابنم)، وحذفوا حركة اللام لأنها حرف علة وبقيت الواولانضمام ما قبلها، وفي الجر كذلك، وقلبت ياء لانكسار ما قبلها وسكونها والنصب كذلك، وقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها، وقال الربعي: (4) أصلها في حال الرفع أبوك برفع الواووثقلت الضمة على الواوفنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركته فصارت أبوك بسكون الواو، وفي حال النصب رأيت أبوك بفتح الواووبحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلبت ألفا فصار أباك، وفي الجر مررت بأبوك بكسرها ثقلت الكسرة عليها فنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركته ثم قلبت الواو ياء لتصبح الكسرة كما قبل في ميعاد وميزان(5) وضعف بأنه جعل الإعراب بالحركة على غير الأخف، قال ابن الحاجب(6) ظاهر كلام سيبويه(7) أن لها إعرابين، تقديري بالحركات، ولفظي بالحروف.
قال لأنه قدر الحركة ثم قال في الواو، وهي علامة الرفع، وهوضعيف لحصول الكفاية بأحد الإعرابين، وحجة سيبويه وجوه ثلاثة:
পৃষ্ঠা ৬৯