قوله: (أفضل منك أفضل مني) ولا فرق بين أن يكون المبتدأ والخبر اسمين نحو: (زيد أخوك) أوأحدهما وصف نحو(زيد القائم) لأنه مبنية على جواز كون الصفة مبتدأ خلافا للرازي، والأمام يحيى بن حمزة(1) فإنهما يجيزان تقديمها وتأخيرها، لأنها متعينة عندهما للخبرية لكونها مسندة في المعنى: فكيف يسنده إليها واعترض مذهبهم بنحو(القائم العالم) فإن هنا لابد من جعل أحدهما مبتدأ، وأجيب عما أوردوه، بأنا لا تجيز عن الصفة إلا بتأويلها بالاسم، فإذا قيل (القائم زيد) فمعناه الذات المتصفة(2) بالقيام زيد أومسمى زيد، ووجوب تقدم المبتدأ في المعرفتين، والمتساويين مذهب البصريين(3)، لئلا يلتبس، لأن المعنيين مختلفان، لأنك إذا قلت (زيد العالم) جاز أن يكون غير زيد عالم وأما زيد فلا يكون إلا العالم، وإذا قلت (العالم زيد) وجب أن يكون العالم زيد ولا يخرج شيء منه عن زيد، ومنهم من أجاز التقديم والتأخير مطلقا وابن مالك(4) وغيره فصل، بأنه إن كان ثم قرينة جاز التقديم والتأخير نحو:
[106] بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهن أبناء الرجال الأباعد(5)
ونحو:
পৃষ্ঠা ২১৯