============================================================
فلما قتلوا سيروا أهل عكا رسول1) يقول للسلطان: تصدق علينا بنقل أجساد هؤلاء الشهداء إلى عكا لأجل البركة. فترك السلطان الرسول عنده، ثم إنه أخذ جماعة من العسكر وساق من أول الليل فما أصبح الصبح إلا وهو على باب عكا، فلما فتحوا باب عكا وخرجوا لقضاء حواتجهم ساق عليهم، فقتل منهم خلق كثير. وعاد فى فوره، فلما وصل إلى الدهليز طلب الرسول وقال: ما تريد؟ فأعاد الرسالة، فقال: عد(2) اليهم، فقد عملنتا عندهم شهداء وكفيناكم مؤونة النقل وكلفته.
قال: ثم رحل السلطان إلى دمشق فى يوم الخميس، مستهل ذى القعدة، وقد زينت له أحسن زينة، ونزل بالقلعة، وأمر العساكر بالمسير إلى سيس والغارة عليها، فخرجوا من دمشق يوم السبت، ثالث شهر ذى القعدة، وقدم عليهم الملك المنصور صاحب حماه - وفوض التدبير للأمير شمس الدين آقسنقر الفارقاي، فوصلوا إلى الدربندات التي(2) يدخلوا منها إلى سيس، وكان صاحبها قد بنى عليها (4) أبرجة، وجعل فيها عدة من المقاتلين فملكوها المسلمون(5)، وقتلوا بعض من كان بها، وهربوا الباقى، ثم هدموها ودخلوا إلى بلاد سيس فقتلوا ونهبوا وسبوا، ومسكوا ابن صاحب سيس، واسمه لفون [25ب] بن هيثوم، وكذلك أسروا ابن أخيه وجماعة من أكابرهم، ودخلوا إلى المدينة ونهبوها، وأخذوا ما فيها، وعادوا بعد أن أخلوا الأوطان من القطان، فخرج السلطان إليهم والتقاهم من دمشق فى ثانى ذى الحجة(2).
(1) فى الأصل: "رسول".
(2) فى الأصل: "عود.
(3) فى الأصل: "الذى".
(4) فى الأصل: "عليهم".
(5)فى الأصل: "المسلمين".
(6) المنصورى. مختار الأخبار ص 31، اليونيتى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص344، الدوادارى: كنز الدرر ج8 ص 118، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص 16، دول الإسلام ج2 ص185، ابن حبيب . درة الأسلاك ج1 ص 211، المقريزى. الخطط ج4 ص 202،-
পৃষ্ঠা ১৫০