============================================================
منها الناصر محمد بن قلاوون ملكه، واستأنف سلطنته الثالثة. وهذا يرشد إلى أن الجزء الثانى بكامله قد خصص لسلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة [9 70 - 741 ها وتلك الفترة علامة فارقة فى حياة الناصر والدولة فإذا صح هذا الافتراض يكون المؤلف ذا حس تأريخى واع، تماما كحسه فى تخيره الحيز الزمانى لمؤلفه بتذييله على تأريخ ابن العميد تلك الفترة فيما بين سلطنة الظاهر بيبرس وانتهاء سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة، باعتبار الأول المؤسس الرئيس لدولة المماليك، وباعتبار الثانى المدعم الفاعل لها. وباعتبارها فترة أبرزت ملك ثلاثة من أميز سلاطين هذه الدولة هم: الظاهر بيبرس، والأشرف قلاوون، والناصر محمد ابنه، ممن لم يعاصر المؤلف أمثالهم ويكون هذا - وحده دافعه إلى تخير هذا المصدر للتذييل عليه، والاقتصار على التأريخ هذه الفترة دون سواها، لا لكون صاحب الأصل نصرانيا. ثم إن نصرانية صاحب الأصل المذيل عليه ليست عائقا لمفضل ولا لغيرة يحول دون الاطلاع على محتوى الكتاب وصلته فالأصل فى الإسلام أن مصدر المعرفة المولى سبحانه وتعالى: { وعلم *ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملكيكة فقال أنيثونى بأشماء هؤلاء إن كنتم صدقين الآية [31/ البقرة] . وهو مدرك ثقافى حال بين فاتحى الإسلام الأواثل وبين تبديد تراث البلدان المفتوحة، وكان عاملا فاعلا فيما بعد فى دراسته وترجمته وانتقاء ما أرادوه ليكون رافدا من روافد فكرهم المتجدد وحضارتهم بلا ضيق أو حرج هذا من حيث تجزيء الكتاب، أما من حيث تنظيمه فقد رتبه على مقدمة وخاتمة حصرتا فيما بينهما عدة ترجمات لسلاطين المماليك، وما تجدد فى ملكهم من أحوال أتت على التتابع، ابتداء بالظاهر بيبرس، وانتهاء بالناصر محمد بن قلاوون كما مر- وقد انتظم مادة تلك الترجمات قسمان، أوهما الحوليات المتتابعة لمدد ممالكهم، المنقسمة إلى: حوادث ووفيات، وثانيهما، ما ذيل على هذه الحوليات- بعد الإشارة إلى انقضاء ممالكهم- بما ورد فى تاريخ النصارى من الحوادث، مقتصرا فيه على تكريز بطاركة اليعاقبة كما أسماهم سهوا - والتأريخ لنياحة كل منهم، ومدته، ومن تنيح فى
পৃষ্ঠা ১২