212

وفيم أذهب دهره ، ويتذكر أموالا جمعها : أغمض فى مطالبها (1) وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها (2) وأشرف على فراقها : تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ، ويتمتعون بها ، فيكون المهنأ لغيره (3) والعبء على ظهره (4). والمرء قد غلقت رهونه بها (5) فهو يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره (6)، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ، ويتمنى أن الذى كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه! فلم يزل الموت يبالغ فى جسده حتى خالط لسانه سمعه (7)، فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه : يردد طرفه بالنظر فى وجوههم يرى حركات ألسنتهم ، ولا يسمع رجع كلامهم. ثم ازداد الموت التياطا (8) فقبض بصره كما قبض سمعه ، وخرجت الروح من جسده فصار جيفة بين أهله : قد أوحشوا من جانبه ، وتباعدوا من

পৃষ্ঠা ২১২