158

ورازقه ، والشمس والقمر دائبان فى مرضاته (1): يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ، قسم أرزاقهم ، وأحصى آثارهم وأعمالهم ، وعدد أنفاسهم ، وخائنة أعينهم ، وما تخفى صدورهم من الضمير (2) ومستقرهم ومستودعهم من الأرحام والظهور ، إلى أن تتناهى بهم الغايات ، هو الذى اشتدت نقمته على أعدائه فى سعة رحمته واتسعت رحمته لأوليائه فى شدة نقمته ، قاهر من عازه (3) ومدمر من شاقه ، ومذل من ناوأه ، وغالب من عاداه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن سأله أعطاه ، ومن أقرضه قضاه (4)، ومن شكره جزاه. عباد الله ، زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا (5) وتنفسوا قبل ضيق الخناق ، وانقادوا قبل عنف السياق (6) واعلموا أنه من

পৃষ্ঠা ১৫৮