30
وقال أبو نَضْلَة يموتُ بن المُزَرِّع: والبدرُ يجنحُ للغروبِ كأنّما ... قد سَلّ فوقَ الماءِ سيفًا مُذهَبَا وله: لم أنْسَ دِجلةَ والدُجى مُتصرِّمٌ ... والبدرُ في أفقِ السماءِ مغَرِّبُ فكأنّها فيهِ رِداءٌ أزرقٌ ... وكأنه فيه طِرازٌ مُذْهَبُ قال أبو محَلِّم يصفُ الشمسَ: مُخبَأَةٌ أمّا إذا الليل جنّها ... فتَخْفى وأمّا بالنهارِ فتَظْهَرُ وقال الكندي يصف الثُريّا: إذا ما الثُريّا في السّماءِ تعرّضتْ ... تعَرُّضَ أثناءِ الوِشاحِ المُفَضَّلِ وقال ذو الرّمّة: ورَدْتُ اعتِسافًا والثُريّا كأنّها ... على قمّة الرأسِ ابنُ ماءٍ محَلِّقُ وقال قيسُ بنُ الأسْلَت، وأجاد: وقد لاحَ في الصُبحِ الثُريّا لمنْ رأى ... كعُنْقودِ مُلاّحيّةٍ حينَ نوّرا وقال يزيد ابن الطّثْريّة: إذا ما الثُريّا في السماءِ كأنّها ... جُمانٌ وهَى من سِلْكهِ فتبدّدا وقال بعضهم: فاغتنمْ شُربَها فقد فضحَ الليْ ... لَ هلالٌ كأنّه فِتْرُ زَنْدِ والثُريّا خفّاقَةٌ في رِواق ال ... غربِ تهْوي كأنّها رأسُ فهدِ وقال الحِمْيَريّ في قتْلى عليّ ﵇: ترى الطّيرَ مثلَ النِّسا حولَهُ ... غدَوْنَ الى مُدنَفٍ عُوَّدا وقال أعرابي في تشبيه الدُروع: عليها كالنِّهاءِ مُضاعَفاتٍ ... من الماذيِّ لم تَؤُدِ المُتونا وقال أبو دؤاد الإيادي: وأعدَدْتُ للحَرْبِ فَضْفاضةً ... تضاءلُ في الطّيِّ، كالمِبْرَدِ وقال كعبُ بن سعدٍ الغَنَوي: وقومٍ يجُرّونَ الثيابَ كأنّهم ... نَشاوَى وقد نبّهْتَهم لرَحيلِ يصفُهم بالنُعاس. وقال زهير في تشبيهِ آثارِالديارِ بالنقوش في الأكفِ والمعاصم: ودرٌ لها بالرَّقْمَتَيْنِ كأنّها ... مراجِعُ وشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ وقال عنترة في تشبيه حَنَكِ الغُراب: خرِقُ الجَناحِ كأنّ لَحْيَيْ رأسِهِ ... جلَمانِ بالأخْبارِ هشٌ مولَعُ وقال الراعي يصفُ قانصًا جَعْدَ شعرِ الرأس: فكأنّ ذروةَ رأسِهِ من شعرِه ... زُرِعَتْ فأنبتَ جانباها الفُلْفُلا وقال ذو الرُّمّة: وليلٍ كجِلْبابِ العروسِ ادّرَعْتُهُ ... بأربعةٍ والشّخْصُ في العين واحدُ قال مضرِّس بن رِبْعي يصفُ نعامة: صَعراءُ عاريةُ الأخادِعِ رأسُها ... مثلُ المِدَقِّ وأنفُها كالمِسْرَدِ وقال النابغة يصفُ النسورَ: تَراهُنّ خلْفَ القومِ زُورًا عيونُها ... جُلوسَ الشّيوخِ في مُسوكِ الأرانِبِ وقالت أختُ عمرو ذي الكلْب وأحسنتْ: تمشي النسورُ إليه وهيَ لاهيةٌ ... مشْيَ العَذارَى عليهنّ الجَلابيبُ وقال ذو الرّمّة في تشبيه الرّملِ بأوراكِ العَذارَى: ورمْلٍ كأوراكِ العَذارى قطَعْتُه ... إذا لبسَتْهُ المظلِماتُ الحَنادِسُ ولقد أبدعَ السّيِّدُ الحِميريّ وأحسنَ في وصفِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ ﵁، وتشبيهه بريح عادٍ ولم يُسْبَقْ الى ذلك: لكِنْ أبو حسَنٍ، واللهُ أيّدَهُ ... قد كان عندَ اللِقا للطّعْنِ مُعتادا إذا رأى معْشَرًا حربًا أنامَهُمُ ... إنامَةَ الرِّيحِ في أبياتها عادا وقال الكِنْدي: جمعْتُ رُدَيْنيًّا كأنّ سِنانَه ... سَنا لهَبٍ لم يتّصِلْ بدُخانِ وأنشد الحامض: كأنّ ما يسقطُ من لُغامِها ... بيْتُ عَكْنَباتٍ على زِمامِها هذا كبيت الحطيئة وقد تقدّم ذكرُه، والمعنى أنه شبّه اللُّغام ببيتِ العنكبوت لاجتماعِهما في النحافة، وبُعدِهما عن الكثافة. يُقال: عَنْكَبوتٌ وعَكَنْباةٌ كما قالوا: عقابٌ وعقنباة ويقال: عنكباء، وفي هذا تعليلٌ يطول شرحُه وليس هذا موضِعُه. وقال معقِّرُ البارقي في تشبيهه الجيوش: وقد جمَعا جمْعًا كأنّ زُهاءَهُ ... جَرادٌ سَفا في هَبْوَةٍ مُتطايرُ وقال أيضًا:

1 / 30