وعلى مثل ذلك ولى عتاب بن أسيد مكة، وبها عظماء قريش وكبراء العرب وذوو الأخطار من كل قبيلة، وذوو الأسنان من كل جيل. ومكة فتح الفتوح، وأم القرى، وخاتمة الهجرة وقبلة العرب، وموضع الحرم والموسم الأعظم والحج الأكبر، والأصل والمفخر.
وقد رأيتم ما بلغ بخالد بن يزيد في السودد والمحبة، وقود الجيوش والهيبة، وهو ابن خمس عشرة سنة. وقد ذكر ذلك الكميت بن زيد فقال:
قاد الجيوش لخمس عشرة حجة
ولداته عن ذلك في أشغال
قعدت بهم هماتهم وسما به
همم الملوك وسورة الأبطال
فأما ابن بيض فقال:
بلغت لعشر مضت من سني
ك ما يبلغ السيد الأشيب
فهمك فيها جسام الأمور
وهم لداتك أن يلعبوا
পৃষ্ঠা ২৯৭