(¬1) التنبيه كتاب في الفقه الشافعي للإمام ابي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي، ت سنة ست وسبعين واربعمائة ببغداد، وقد سرد في كشف الظنون عدد من الشروح لكتاب التنبيه فبلغت ما يزيد على (43) شرحا و(10) مختصرات. قد اشتمل على مجمل أبواب الفقه، ولكن وردت فيه مسائل كثيرة فيها خلاف مطلق بلا ترجيح، فانبرى له أمام الشافعية في عصره الإمام النووي وبين الراجح من هذه المسائل المختلف فيها في المذهب، وما يفتى به من مسائله، وكذلك فإن بعض مسائل التنبيه كان فيه غلط محض، فقام بتحصيحها بقوله "والأصح كذا" وسمى الكتاب تصحيح التنبيه. للشيرازي ترجمة في سير اعلام النبلاء، وطبقات الشافعية الكبرى ووافيات الاعيان، وشذرات الذهب.
(¬2) توفي الإمام الشافعي وقام تلاميذه بدور نقل المذهب وتدريسه وعلى رأس هؤلاء البويطي خليفة الشافعي، ولم يكتف التلاميذ بالنقل بل قاموا بتوسيع المذهب بالاجتهاد في الفروع الجديدة كما فعل المزني. وقد عرفت طريقتان في نقل المذهب وتدريسه ونشره: الأولى: طريقة العراقيين. الثانية: طريقة الخراسانيين أو طريقة المراوزة.
أما طريقة العراقيين فقد أخذت عن الربيع والمزني، أخذها عنهم أبو القاسم الأنماطي وهو محور انتشار المذهب الشافعي ببغداد ومن بعده تلميذه أبو العباس بن سريج الذي انتشر المذهب عن طريقه في معظم الآفاق، ثم جاء تلميذه الإمام محمد بن علي بن إسماعيل القفال الكبير الشاشي فنشر فقه الشافعي فيما وراء النهر , حتى جاء أبو حامد الاسفرائيني فسلك طريقة في التدوين عرفت بطريقة العراقيين = =وتبعه عليها عدد من العلماء منهم الماوردي والقاضي أبو الطيب الطبري والمحاملي وظلت هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة وقولها هو المعتمد حتى ظهور طريقة الخراسانيين.
أما طريقة الخراسانيين أو المراوزة فقد ظهرت على يد القفال الصغير المروزي شيخ الخراسانيين الذي سلك طريقا جديدة في التأليف، وتبعه عليها جماعة لا يحصون أهمهم: أبو محمد الجويني والفوراني والمسعودي وانتهى فقه الشافعي إلى هاتين الطريقتين وأصبحت الكتب المعتبرة لاتعدوهما فمتى اتفقتا على رأي كان هو المعتمد في المذهب.
ثم ظهر بعد ذلك من العلماء من لم يتقيد بمدرسة واحدة بل نقل من هذه وتلك، منهم العراقيون كالروياني والشاشي وابن الصباغ , ومنهم الخراسانيون كإمام الحرمين الجويني والمتولي والغزالي الذي ألف ثلاثة كتب مهمة هي الوجيز والوسيط والبسيط.
পৃষ্ঠা ২৩