নাফাহাত রাইহানা
نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة
مُعنًّى رثتْ أعداؤُه لنحولِهِ ... ورقَّ له ممَّا يقاسيه كاشحُهْ
وليس له خِدنٌ يعينُ على الأسى ... يطارِحُه شجوَ الهوى ويطارحُهْ
يحاوِل كتمانَ الهوى وجفونُه ال ... قريحةُ تُبدِي ما أكنَّتْ جوانحُهْ
خُطوبٌ أصابتْه لو أنَّ ببعضها ... جَنينًا دَرَى في المهدِ شابتْ مسائحُهْ
رمتْهُ يدُ الأيَّامِ عمدًا بنأيِهم ... وضاقتْ عليه بالتَّجَنِّي فسائحُهْ
خليليَّ حُثَّا أينُقَ الرَّكبِ بي ولا ... تقولا من الإدلاجِ كلَّتْ طلائحُهْ
وعُوجا على الرَّكبِ الذي قد جهِلتُما ... معالِمهُ تَهديكُماهُ روائحُهْ
مَحلٌّ إِليه كلُّ قلوبٍ مشوَّقٌ ... وتستوقِفُ الأحداقَ حسنًا أباطحُهْ
يظن به من جازَه حلَّ معبدًا ... إذا صدحتْ فوق الغصونِ صوادحُهْ
سقاهُ وحيَّاهُ الغمامُ بوابلٍ ... تباكِره أوداقهُ وتراوحُهْ
به تَرَيَا من لو بدا البدر في الدُّجى ... وأسفرَ في ديجوره فهو فاضحُهْ
جميلًا يعيرُ الشمسَ من نورِ وجهِهِ ... وتُسبى به من كلِّ حيٍّ ملائحُهْ
جبينًا تهابُ الأُسْدُ سورةَ وجههِ ... ويخشاهُ من في الدِّرعِ تُخشى صفائحُهْ
يصدُّ معنَّاهُ نهارًا وربَّما ... يوافيهِ ليلًا طيفُه فيصالحُهْ
له مقلَتا ريمٍ وما شامَ غيرهُ ... جَوارحها إلا وذابتْ جوارحُهْ
إذا أوعدَ الهجرانَ وفَّى وعيدَهُ ... وإن وعد المشتاقَ فهو يمازحُهْ
وإن لامَني فيه عَذولي جهالةٍ ... وقد طلَّ من دمعي على الخدِّ سافحُهْ
فلي عنه شغلٌ بامتِداحي مهذَّبًا ... تُزيِّنُ أبكارَ المعاني مدائحُهْ
وقوله من قصيدة، مطلعها:
هل للمتيَّمِ من نصيرِ ... ومضامِ وجدٍ من مجيرِ
أو مسعفٍ لطليقِ دم ... عٍ وهو ذو لبٍّ أسيرِ
دَنِفٌ يبيتُ وبين أح ... شاهُ له نارُ السَّعيرِ
لم يلقَ إلا الشَّوقَ وال ... وجدَ المُبرِّحِ من سميرِ
ويرومُ إخفاءَ الهوى ... والحبِّ من بعدِ الظَّهورِ
أنَّى وأدمعه جرتْ ... في وجنتَيْه كالنُّهورِ
يرعى نجومَ الليلِ شو ... قًا منه للظَّبيِ الغريرِ
رَشَأٌ كخطوطٍ في كثي ... بٍ تحتَ بدرٍ مستنيرِ
يرنو فتفعل بالعقو ... لِ لِحاظُه فعلَ الخمورِ
فتنتْ ملاحةُ وجههِ ال ... وضَّاحِ ربَّات الخدورِ
يستوقفُ الأحداقَ إذ ... يبدو بمنظرِه النَّضيرِ
مهما نسيتُ فلست أنْ ... سى ما مضى لي بالغويرِ
إذ زارَ بعد إطالةِ ال ... هِجرانِ في ليلٍ قصيرِ
ووفى بلا وعدٍ وكم ... وعدٌ يشابُ له بزورِ
أحْيَى بزورته وقد ... تلِفتْ به روحُ المزورِ
وأدار أكؤسه على الَّ ... سكرانِ من لحظِ المديرِ
راحٌ يذكِّرنا بها ... عهد الخوَرْنَقِ والسَّديرِ
شمسٌ لها إشارقُها ... وقتَ الهجيرِ بلا هجيرِ
ضمنتْ وأوفتْ أنَّها ... تنفي الهُمومَ من الصُّدورِ
وتعيدُ أوقاتَ السُّرو ... رِ بغير أوقاتِ السُّرورِ
فوحقِّ ساحرِ مقلتي ... هِ في العشايا والبُكورِ
إلا بمدحِ المصطفى ال ... منعوتِ بالحسبِ الخطيرِ
مولًى خزائنُ علمِه ... في صدرِه لا في الصُّدورِ
فاقَ الأوائل بالعلا ... والفضلِ في الزمن الأخيرِ
إن نمَّقتْ كفَّاه طر ... سًا خيلَ كالرَّوضِ المطيرِ
1 / 55