নাফাহাত কোরআন

ناصر مکارم شیرازی d. 1450 AH
103

وبما أن هذه القدرة الغامضة تردع الإنسان عن الأعمال المشينة وتمنعه عنها قيل لها عقل ونهى.

وبما أنه في حال انقلاب وتحول دائم قيل له «قلب» ، وبما أنه في القسم الأعلى من بدن الإنسان قيل له «الصدر».

وبما أن هناك علاقة وثيقة بينه وبين الحياة قيل له «روح» و «نفس» ، وعندما يصل إلى مرحلة الإخلاص ويصفو من الشوائب يقال له «لب» ، وأخيرا عندما تنضج أفكاره يطلق عليه «فؤاد».

نستنتج من هذا البيان أن استعمال هذه المفردات المتنوعة في القرآن لم يكن اعتباطا بل كان منسجما ومتماشيا مع الموضوع الذي في الآية ، وهذا من عجائب القرآن التي يدركها الإنسان عند تتبعه لآيات القرآن وتفسيره لها موضوعيا.

* *

** أفعال العقل :

إن «الذكر» يمثل الاصطلاح المقابل للنسيان ، وكما يقول الراغب : إنه حالة في الإنسان تمكنه من حفظ ما أدرك واستحضاره في الذهن عند الحاجة ، وهذا المعنى قد يتم بالقلب وقد يحصل باللسان.

وإن «الفكر» يعني فعالية العقل ، وعلى ما يقوله الراغب : إنه قوة تسوق العلم إلى المعلومات ، ويعتقد بعض الفلاسفة : أن حقيقة الفكر تتركب من حركتين : حركة نحو المقدمات ، ثم حركة من المقدمات إلى النتيجة ، ومجموع هاتين الحركتين اللتين تؤديان إلى العلم والمعرفة يقال لهما «الفكر».

و «الفقه» يعني «الفهم» بصورة عامة كما جاء ذلك في لسان العرب إلاأن الراغب في مفرداته يقول : إنه بمعنى الاطلاع على أمر خفي بالاستعانة بأمر ظاهر وجلي ، وعليه فالفقه علم يحصل بالأدلة (بالطبع إن الفقه المصطلح فعليا هو علم الأحكام الإسلامية).

পৃষ্ঠা ১১২