الشيخ الملا إبراهيم بن محمد العجمي الفاضل الزاهد التقي العلامة، ذكره المولى إسحاق (1) فقال: وصل إلى (صنعاء) في سنة خمسين ومائة وألف (1150ه) وهو أجل غريب وصل إليها فيما عرفنا، وكانت أوقاته مستغرقة في الذكر والوعظ، ولكلامه وقع وقبول في الأسماع والقلوب، وكان يقف ب(جامع صنعاء) فيجتمع إليه خلق وهو مع ذلك فصيح العبارة، حسن الأخلاق، لطيف في وعظه، لا يلتفت إلى الدنيا ومتاعها ولا يقصد بوعظه غير نفع المسلمين، ومع ذلك فهو إمام في كثير من الفنون في الفقه والأصول والعربية والتفسير، وكان يملي على الناس شيء من تفسير القرآن ويزيده للسامعين بيانا بعبارة حسنة ويد قوية في العلوم، وكان يمر في الطرقات والأسواق، وهو يعظ الناس ويأمرهم بما يليق بكل مخاطب، وبالجملة فهو من العلماء الربانيين، وأحسبه متصوفا يشاهد حالة الانقطاع إلى الله في جميع أوقاته، وكان يقنع من القوت بأي شيء يأكله في الجامع أو غيره، لا تطمح نفسه إلى شيء فلقد أخبرني جماعة أنه طالما وقف في الجامع ليس له من الطعام إلا نحو ملء الكف من الباقلا(2) يستغني به عن الطعام وهذا دأبه في أكثر أحواله، وسئل يوما عن مذهب العجم في شأن الصحابة فقال: الجهال يسبون والعلماء يتوقفون.
[وفاته]
وتوفى صاحب الترجمة ب(صنعاء) في أخر العام المذكور(3)
পৃষ্ঠা ১১৩