নবী মুসা ও তাল আল আমারনাহ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
জনগুলি
28
أو بدو سيناء، ولم يتمكن من دخول فلسطين، إلا بعد أن أحرز نصرا شديدا عليهم.
المهم أنه إذا كانت الوثائق، قد أفادت باسم فرعون التحرير «أحمس»، فإنها لم تفدنا حتى الآن باسم فرعون مصر وقت الغزو، باستثناء ما ورد عند مانيتو عن فرعون باسم «توثيمايوس» أو «توثيمايو»، بعد حذف التصريف الاسمي اليوناني، وقد لجأ المتأولون المتعجلون إلى تصحيفه بالقراءة إلى «تحتمس»، لكن ذلك لم يحل الإشكال، فلدينا بين الفراعين أكثر من تحتمس، ومانيتو لم يحدد لنا من هو ال «تحتمس» المقصود بين الفراعين؟ ثم إن ما يفصل في الأمر، أن الملوك التحامسة لم يحكم أحدهم قط قبل الأسرة الثامنة عشرة، أي أنهم حكموا بعد طرد الهكسوس من مصر، وليس قبل ذلك، وأولهم «تحتمس الأول»، الملك الثالث في ترتيب ملوك الأسرة الثامنة عشرة، بعد أحمس وآمنحتب الأول.
إلا أن الباحث «غطاس الخشبة» نبهني إلى أمر هام بالفعل، حيث إنه تابع قراءة جداول بردية تورين للملوك، المرفقة بكتاب «جاردنر»: مصر الفراعنة، وطابق اسم «توتيماوي» مع الاسم المذكور في العمود السادس تحت رقم 24،
29
إلا ان الأرجح بالفعل أن يكون هو الفرعون الذي ورد بذات البردية في العمود رقم 7 تحت رقم 5، باسم «سعنخ رع أن سوا دج/تو»، الذي حكم ثلاث سنوات وشهرين، وهو الاسم الذي ينقح إلى اسم مشهور دون سبب واضح لتلك الشهرة، هو «سخم رع سوا دج/توي»، واشتهر باسم «سبك حتب الثالث»
ولا سبيل لتفسير تلك الشهرة إلا بحدث كبير مثل حدث غزو الهكسوس.
ولما كان حرف «ت» ينطق - في تلك الحال - «دج»، مع تعطيش الجيم، كما في نطق اسم مدينة «أبيدوس» بذات الطريقة «آبدجو» بدلا من «أبيدو» المعتادة، فإنه يمكننا أن ننطق اسم الفرعون نطقا يوافق زمن مانيتو بتخفيف «دج» إلى «ت»؛ ليقرأ: «سخم رع/سوا/ت/تو وي»، وهو الاسم الذي يحوي كل المكونات الفونيطيقية للاسم، الذي أورد مانيتو «توتيماوي» ويقع ترتيبه في سلسلة الملوك - بعد سقوط الأسرة الثانية عشرة - الثامن والعشرين، وهو بذلك أحد ملوك الأسرة الثالثة عشرة، التي حدث الغزو إبانها بالفعل، وهو ما يعني وجود أسرة بهذا الرقم فعلا في طيبة، ولا يصح أن نذهب مع من ينصحون بإلغائها، لصالح عمليات التزمين السالف الإشارة إليها.
والمطالع لقائمة سني الملوك الذين حكموا بعد الأسرة الثانية عشرة، سيلحظ فورا أن هذا العدد من الملوك، قد حكم مددا قصيرة جدا، حيث إن الملك منهم لم يحكم أكثر من شهور، وبعضهم لم يحكم سوى أيام، وأطول مدة حكمها ملك من بينهم لا تتجاوز سنواتها أصابع اليد الواحدة، كما في حالة «توتيماوي/سبك حتب الثالث»، وحالة أخرى وحيدة نادرة، استمر فيها أحدهم ثلاثا وعشرين سنة، وهو الأمر الذي يشير إلى قصر عمر قياسي للأسرة الثالثة عشرة، وصراع هائل على السلطة، أدى إلى تفكك نظام الدولة وانهيار البلاد، إلى الحد الذي سمح بدخول الهكسوس إليها، لكن في ضوء تضارب التزمين لا يمكن بحال أن ندقق بشكل قاطع الزمن الذي دخل فيه الهكسوس مصر، على الأقل في هذه المرحلة من البحث، وإن كان العلماء قد حددوه بعام 1788ق.م. أو نحو ذلك، وهو العام الذي حددوه لسقوط الأسرة الثانية عشرة.
أما الدليل الأوفى على صدق «مانيتو»، فهو إشارته لاتخاذ الهكسوس عاصمة في شمالي مصر باسم «أواريس/أفاريس/حواريس»، واتخاذهم إلها رئيسيا باسم «تيفون»، وهي أمور لا جدال بشأن صحتها، حيث حدثتنا الوثائق المصرية المكتشفة عن مدينة الهكسوس باسم «حواريس»، وقد وردت باسمها هذا عدة مرات في وثائق التحرير، وطبقا لما نقله «يوسفيوس» عن «مانيتو»، فإن حواريس كانت تقع في مقاطعة باسم «المقاطعة الستروية»، وتبعا لما بين أيدينا الآن من تصنيف لمقاطعات مصر القديمة، لم نعثر بينها على مقاطعة بهذا الاسم.
অজানা পৃষ্ঠা