নবী মুসা ও তাল আল আমারনাহ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
জনগুলি
وقد علل المصرولوجيون ذلك بمروق إخناتون الديني، بحيث اعتبرت فترة حكمه لا تقل سوءا وكراهية عن فترة حكم الهكسوس، لكن السؤال هنا الذي يقف بلا إجابة: إذا كان ذلك جائزا بحق «إخناتون» نفسه، فكيف يجوز بحق أخلافه الذين عادوا إلى عبادة آمون، وانتقلوا من «أخت آتون» بالعمارنة إلى «طيبة» مرة أخرى، وهم الفراعنة سمنخ كارع وتوت عنخ آمون وآي؟ إن المسألة بحاجة إلى تفسير أكثر إقناعا من ذلك، المهم أن سقوط أسرة العمارنة من تلك الجداول، أدى بالمؤرخين قبل اكتشاف تل العمارنة ومعرفة تلك الأسرة، إلى الوقوع في أخطاء شديدة، «حيث كانت هناك فجوة تاريخية هامة بل وخطيرة غير معلومة لديهم بالمرة».
وعملا بقاعدة إهمال المصريين تدوين ملوك بعينهم، مع سني حكمهم، نجد جدولي الكرنك وأبيدوس - كمثال - لا يوردان إطلاقا أي ذكر لحكام الأسرة 13، 14، 15، رغم أن جدول الكرنك ذكر ملوكا من الأسرة الحادية عشرة لا يستحقون ذكرا، وسجل أسلاف الملك «أحمس» في الأسرة 17، وهم غير مهمين بالمرة، كذلك سجل جدول أبيدوس ملوكا لا قيمة لهم إطلاقا من حكام الأسرة الثامنة عشرة، وإذا أخذنا بقاعدة الإهمال في التدوين؛ لأن الملوك في تلك الحال غير شرعيين أو أجانب، «فينبغي في تلك الحال اعتبار حكام الأسر 13، 14، 15 حكاما غير شرعيين، ويجب أن نستنتج أنهم لا بد كانوا هكسوسا».
وهكذا كانت الخدعة المبيتة في التاريخ المصري، والتي تأكدت لنا في محاولة الفهم: لماذا اعتبر «مانيتو» أن «هورامبيس» الذي يجب - بمطابقة الأسماء - أن يكون هو الفرعون «حور محب» آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وأول ملوك الأسرة التاسعة عشرة؟ وجاء بعد انتهاء حكم أسرة العمارنة، يجب أن يكون «هورامبيس» هذا ابنا مباشرا للفرعون «آمنحتب»؟ والإجابة هي أن الفرعون السابق مباشرة لحور محب، بعد حذف ملوك العمارنة الأربعة الذين لم تدونهم جداول الملوك المصرية هو «آمنحتب الثالث»، ومن ثم احتسب «مانيتو» أن «هورامبيس» أو «حور محب» ابنا ل «آمنحتب الثالث»، بينما تقف بين آمنحتب الثالث وبين حور محب، أسرة حاكمة كاملة هي أسرة تل العمارنة.
المهم أن ذلك كله يشير إلى قدر كبير من الصدق التاريخي في تاريخ «مانيتو»، لكنه لا يعني من جانب آخر التسليم بكل تاريخه؛ لوقوعه في خلط كبير أحيانا، لبعد الشقة الزمنية بينه وبين زمن الأحداث التي أرخ لها، لكن حتى ذلك الخلط كان يحمل خيوطا من حقائق وأحداث، لكنها التبست عليه فتبدل فيها الأبطال كما تبدلت المواضع، وهو ما سنلمسه مع السير في خطوات بحثنا هذا.
وعليه فقد وضع «مانيتو» لحكم الهكسوس زمنا يصل إلى 511 سنة، وهو رقم مبالغ فيه بعض الشيء، هذا بينما وضع مصرولوجي مثل «جاردنر» زمنا يقع ما بين 215 سنة و108 سنوات، اعتمادا على بردية تورين، وهو بالمقابل زمن هزيل تماما بالنسبة لعدد الأسر ولضخامة الحدث، وما احتواه من أمور جسام، «وعليه فلا مناص من محاولة تحديد مدة زمنية، تتأرجح بين المدتين المرصودتين»، وهو الأمر الذي لا يفصل بشأنه، إلا تحديد زمن الفرعون الذي حدث الغزو إبان اعتلائه العرش، والذي ذكره «مانيتو» باسم «توثيمايوس»، أو بحذف التصريف الاسمي اليوناني «توتيماوي»، وهو ما لم يجد المصرولوجيون بشأنه أي أثر حتى الآن، ثم تحديد زمن فرعون التحرير الذي ذكره «يوسفيوس»، نقلا عن مانيتو بالقراءة «تثموزيس»، بينما قرأه «يوليوس الأفريقي» بالرسم «آموس»، وقرأه يوسابيوس نقلا أيضا عن «مانيتو» باسم «آموزس»، واتفقت آراؤهم جميعا، أنه حكم في طيبة خمسة وعشرين عاما.
ومن الجدير بالذكر الإشارة لاتجاه هام، يرى الهكسوس قد كونوا إمبراطورية كبرى، مستندين إلى العثور على اسم الملك الهكسوسي «خيان»، والمحتمل أنه ابا خنان/أبا الغنم «حنا» الهكسوسي الثالث، منقوشا على عدد من الجعول، وعلى غطاء مرمري عثر عليه «إيفانز» في كونسوس بكريت. و«خيان» هو الاسم الذي يلتقي مع «يان» أو «ياناس» في جدول «مانيتو»، ووجدت له آثار في سوريا وفلسطين وبغداد، وبين الآثار كان تمثال لأبي هول صغير، عثر عليه في بغداد عليه النقش: «خيان الإله الطيب سوسرن رع»،
17
والمهم أن هذه الآثار الهكسوسية المتناثرة في مساحة واسعة، ما بين الأناضول شمالا ومصر جنوبا، والعراق شرا وكريت غربا، أدت إلى استنتاج «أن الهكسوس قد أقاموا إمبراطورية كبرى، تشمل كل تلك المنطقة»، وهو الرأي الذي لا يلقى قبولا واسعا بين المهتمين، وهناك أعلام مثل «جاردنر» يرفضون قبول تلك النظرية تماما.
18
وتأتينا أول النصوص المصرية حول حرب التحرير، في نص «قصة الملك أبو فيس وسقننرع»، والتي تحكي لنا بداية المقاومة الوطنية، في عهد ملك من ملوك الأسرة السابعة عشرة، المتحصنة في طيبة جنوبي البلاد، ويدعى سقنن رع تاعا ، وكان معاصرا لملك هكسوسي يدعى «أبو فيس»، وكان الملك الهكسوسي يحكم من مقر عاصمته العسكرية «أفاريس» أو «أواريس» أو «حواريس» شمال البلاد.
অজানা পৃষ্ঠা