নবী মুসা ও তাল আল আমারনাহ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
জনগুলি
7
أما أول ذكر لمدينة «رعمسيس» باسم «بر رعمسيس»، فقد ورد في السنة الثانية لحكم «رعمسيس الثاني» حوالي عام 1300ق.م. في نصب «أبيدوس»، الذي تعرض لأعمال «رعمسيس الثاني»، وإكماله معبد والده «سيتي الأول» في معبد «أوزيريس» بمدينته المقدسة «أبيدوس»، وقد وصف نصب أبيدوس رحلة بحرية قام بها «رعمسيس الثاني»، حتى وصل إلى مدينة «بر رعمسيس»،
8
وقد استنتج الباحثون من ذلك ما يؤيد رأي «زيته»، «وهو أن المدينة كانت موجودة وقتذاك، وأنها شيدت في عهد سابق، وأن «رعمسيس الثاني» أضاف إليها وجددها».
ويبدو أن أصحاب هذا الاتجاه الذي يرى أن «رعمسيس الثاني»، قد استكمل تشييد المدينة وأطلق عليها اسمه، وكانت تقوم على أنقاض «حواريس» الهكسوسية القديمة، وأنها هي ذات «تانيس» المذكورة بعد ذلك في المدونات، وأنها ذات المدينة المذكورة باسم «صوعن» في التوراة (انظر: متكررات منها مثلا ما جاء في الأعداد 12، 13 من المزمور 78، في قوله: «قدام آبائهم صنع أعجوبة، في أرض مصر بلاد صوعن، شق البحر، فعبرهم، ونصب المياه كسد.») وأنها جميعا هي ذات «صان الحجر» الحالية، إضافة لما تشير إليه تلك الأسماء من علاقة لسانية، تجيز ذلك الاستنتاج ما بين «صوعن» و«صان».
وعليه فإن وجود المدينة «رعسميس» كما جاء عند «مانيتو»، وأنها كانت مدينة الهكسوس «حواريس»، معلومة صحيحة مائة بالمئة، دعمتها نصوص التحرير المكتشفة، وإن كان مكانها غير محدد باليقين حتى الآن، كذلك المعلومة الثانية حول المعبود الأول للهكسوس «ست» أيضا صادقة مائة بالمائة، وهو ما يضيف باستمرار رصيدا مستمرا لمصداقية «مانيتو» المصري السمنودي. المهم الآن أن حواريس لم يزل مختلفا عليها وعلى موقعها أشد الاختلاف، وإن ذهبت جلة محترمة من علماء المصريات إلى أن «حواريس» هذه، هي ذات المدينة التي حولها رمسيس الثاني فيما بعد إلى مدينة عامرة، وأعاد بناءها حتى كانت أزهى مدن الزمان، وأطلق عليها اسمه «رعمسيس» ... إلا أن ما يحبط أي باحث هنا، أن مدينة «رعمسيس» نفسها، والتي ذكرتها التوراة باعتبارها مدينة الاضطهاد الإسرائيلي في مصر، لم يتم الاتفاق على موقعها حتى اليوم بشكل قاطع، ونعيد اختصار مجمل الاتجاهات التي تتفق جميعا على الذهاب بها إلى شرقي الدلتا، على الحدود السينائية، وتناثرت الاقتراحات على خريطة محافظة الشرقية الحالية أو حدودها الشرقية مع سيناء، فقد ذهب «دي بوا إيميه» العالم المصاحب للحملة الفرنسية، إلى أن مدينة «رعمسيس» كانت تقع قرب مدينة «السبع أبيار» الواقعة على الساحل الغربي لبحيرة التمساح، وموضعها الآن تل المسخوطة قرب مدينة الإسماعيلية، أما «جاردنر» فقد ذهب إلى أنها «بي لوز» أو «بيلوزيوم»، المعروفة الآن بالفرما أو بالوظة إلى الشرق من بورسعيد، لكنه تراجع عن «بي لوز» واقترح مدينة «صان الحجر» الحالية على شاطئ بحيرة المنزلة الجنوبي، وذلك بعد أن ذهبت مجموعة متميزة من المصرولوجيين إلى موضعتها هناك، ومن هؤلاء «يونكر» و«بروجش» و«بيير مونيتيه»، هذا بينما ذهب آخرون إلى وضعها على الخط الواصل بين شرقي الدلتا وبين البحيرات المرة وبحيرة التمساح، في الوادي المعروف الآن بوادي طميلات، ومن هؤلاء «نافيل» الذي اقترح «صفط الحنة» غرب هذا الوادي موقعا لرعمسيس، دون وضع نظرية أو خط سير واضح، وبعضهم ذهب بها شرقا على ذات الخط، فاقترح «تل رطابة» مثل «بتريي»، وأوغل آخرون شرقا فاقترحوا «تل المسخوطة»، كما عند دي بوا إيميه، أما آخر الاقتراحات وهو السائد الآن، فهو ما جاء بعد كشف أثري كبير قام به «محمود حمزة»، واقترح معه أن تكون رعمسيس هي «قنتير» الحالية إلى الشمال من فاقوس شرقي الدلتا.
والمعنى أننا لو أخذنا بأن «حواريس» هي ذات مدينة «رعمسيس»، فإن علينا الاتفاق على موضع واحدة منهما أولا، وحول الاسم «حواريس» فهو من الأصل «حوارة أو هوارة»، ويفيدنا «جاردنر» بأن معناه الإدارة المدنية للدولة، وإذا أخذنا بالنظرية القائلة إن الهكسوس قد كونوا إمبراطورية، فلنا أن نفترض وجود أكثر من مركز إداري لهم في المنطقة المحيطة بشرقي المتوسط، وهو ما يقود إلى افتراض وجود أكثر من «حوارة»، وهو المفتاح الذي سيدلنا الآن على الموضع، الذي تكرر كثيرا في التوراة باسم «حويلة»، وما نقصده أنه لا خلاف على أن حواريس التي ذكرتها النصوص المصرية القديمة، كانت مركزا للإدارة الهكسوسية في مصر، وأنها كانت على الطرف الشرقي للدلتا، الذي هو الطرف الغربي لسيناء، وإن لم يتمكن الباحثون من تدقيق موضعها هناك.
وكثيرا ما ربطت التوراة بين مدينة في جنوبي فلسطين (حبرون/الخليل)، وبين حواريس المصرية، والتوراة تذكر حواريس باسمين يردان على التبادل، الأول والقديم هو «صوعن»، والثاني الأحدث هو مدينة «رعمسيس»، وتشير في تواتر متعدد في مناطق متفرقة، إلى أن «صوعن» قد بنيت بعد «حبرون» بسبع سنين، يبدو لنا كما سيأتي التفصيل بشأنه فيما بعد، أنها الفارق الزمني بين استيلاء الهكسوس تماما على حبرون/تاريخ احتلالهم مصر، وإقامتهم في صوعن/رعمسيس/حواريس.
الواضح لدينا على المستوى اللساني وحده (الآن)، أن «حويلة» التي تكررت في الكتاب المقدس، أنها بالتبادل بين حرف اللام والراء، باعتبارها حروف سقف حلقية، فإن «حويلة» ستكون «حويرة»، وهي المسمى الذي يلتقي تماما مع اسم عاصمة الهكسوس «حواريس»، بعد حذف التصريف الاسمي فتصبح «حواره »، وهي التي أطلق عليها المصريون «حواعرة»، وفي المعركة التي قادها أول ملك إسرائيلي، الملك «شاول» ضد العماليق العناقين في شبه جزيرة سيناء، يؤكد لنا الكتاب المقدس نتيجة المعركة بقوله: «وضرب شاول عماليق من حويلة، حتى مجيئك إلى شور التي مقابل مصر» (صموئيل أول، 15: 7) وهذه النتيجة تعني أن شاول بضربه مدينة العماليق، امتد تأثير تلك الضربة على العمالقة، بطول المنطقة الممتدة من «حويلة» إلى «شور» التي أمام مصر، وحتى الآن لم يتم تحديد أين تقع «حويلة» التوراتية على الإطلاق، إنما ذهب الجميع إلى تحديد «شور»، بأنها على الساحل الشرقي لبحر الخروج «سوف» مباشرة، حتى تكون أمام مصر للقادم من فلسطين أو سيناء عموما، استنادا إلى مجموعة إحداثيات أعطتها لنا التوراة، حيث يتكرر ذكر «شور» مرات متعددة، وأول الإحداثيات وأوضحها تأتي في أسطورة حدث عبور البحر بالعصا المعجزة، حيث نجد أول موضع ينزل به الإسرائيليون، بعد عبور البحر من الدلتا المصرية إلى سيناء، هو برية باسم شور «ثم ارتحل موسى بإسرائيل من بحر سوف، وخرجوا إلى برية شور» (خروج، 15: 22)، مما يعني أنها على الساحل الشرقي مباشرة لهذا البحر، بينما تقع المدن المصرية العامرة غربي هذا البحر، وكله شرق الدلتا، والمواضع المصرية على الساحل الغربي لهذا البحر كان أهمها «صوعن» أو «رعمسيس»، مدينة الفرعون التي يزعم الإسرائيليون أنهم اضطهدوا في بنائها ، وعبروا من جوارها البحر في أسطورة العصا الحية، ويبدو أن هناك طريقا كان يبدأ من الموضع شور حتى يصل إلى شرقي سيناء نحو فلسطين، أطلقت عليه العبرية «درك شور»، وجاء في الترجمة العربية «طريق شور، تكوين، 16: 17» «ولا زلنا نرتب أوراقنا فمهلا».
الفصل الثاني
অজানা পৃষ্ঠা