নবী মুসা ও তাল আল আমারনাহ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
জনগুলি
ونبدأ بالسؤال الملحاح الذي لم يجد حتى الآن إجابة قاطعة بين مبعثرات التاريخ القديم وشظاياه: أين تقع المدينة التي اتخذها الهكسوس مركزا عسكريا وإداريا في مصر، وجاءنا ذكرها عند المؤرخ المصري «مانيتون ق 3ق.م.» باسم «حواريس» أو «أواريس»، أو «حواعرة» أو «هوارة» بالنطق المصري، علما أنها كانت تقع في مقاطعة مصرية باسم «سترويت»؟ وهو ما نقله عن «مانيتو» مؤرخو العصر الكلاسيكي أمثال يوسفيوس ويوليوس الأفريقي وغيرهم.
إن البحث عن مقاطعة الإله سيت، التي تمركز فيها الهكسوس «سترويت» في جدول المقاطعات المصرية، التي دونها المصريون القدامى بأنفسهم، وعلى تغير أسمائها عبر الزمن، أمر غير مجد، فقد سعينا وراء تلك الجداول، ولم نجد أي ذكر لمقاطعة باسم «سترويت».
وللحل افترضنا احتمالين: الأول أن تكون جداول المقاطعات المصرية قد ذكرتها باسم آخر، والاحتمال الثاني يرتبط بالأول، إذ يحيل الاسم «سترويت» فورا إلى الإله «سيت»، ومن ثم يحتمل أن يكون «مانيتو» قد نحت لها اسما منسوبا إلى ربها المعبود «سيت»، فأسماها «سيترويت» نسبة إليه، بمعنى المقاطعة «الستية».
وحتى الآن، ورغم ما بذل من جهود، لم يوفق علماء المصريات إلى اتفاق واضح حول موضع «حواريس»، وهو في أصله المصري «حواره»، مع إضافة التصريف الاسمي «يس»، وهو التلوين اليوناني الذي لحق إله المقاطعة «سيت»، فحمل الاسم اليوناني «تيفون»، لما يجع بين الإلهين: المصري واليوناني من صفات الشر والجدب والأفعال الرديئة الحمراء، ويتضح ذلك الدأب اليوناني في إطلاق أسماء يونانية على جميع المدن والآلهة المصرية الأخرى.
وتعتقد جلة محترمة من الباحثين، أن مدينة الهكسوس «حواريس» أو «حاوعرة»، هي ذات المدينة التي عرفت بعد ذلك باسم «تانيس»، إلا أن المشكل يظل قائما إذ لم يتم اتفاق الرأي حول موقع «تانيس» ذاتها؟ ولم يتم الاتفاق حول موضعها بشكل قاطع، وإن كان من المتفق عليه وجوب البحث عنها على حدود الدلتا الشرقية مع سيناء، استنادا إلى كون الإسرائيليين، وهم ساميون، قد عاشوا في تلك المناطق، وربما كانوا على علاقة بالهكسوس، وقد رجحنا أن تكون تانيس هي القابعة تحت تل تنيس شمالي بحيرة المنزلة، وقد أطلقت التوراة على المدينة التي عاش فيها الإسرائيليون اسم «صوعن» (سفر العدد، 13: 22) ولأن «صوعن» تعتبر عند بعض الباحثين هي ذات عين «تانيس»، فقد انتهوا بالقياس إلى أنها هي ذات «حواعرة/حواريس»، وإن كان هذا التأكيد برمته فيما يرى «جاردنر»
3
لم يزل موضع جدل شديد حول مصداقيته، التي لم تزل قائمة على افتراضات وتخمينات، وأنها تتوقف أساسا على اليقين بأن بني إسرائيل عاشوا في «حاوعرة» الهكسوسية، وأن «حاوعرة» هي «تانيس» حقا، وأنها المدينة المعروفة في التاريخ والمذكورة في التوراة باسم «رعمسيس»، ومعنى «حاوعرة» في المصرية القديمة هو المدينة المتطرفة أو الواقعة على الحدود، وأسماها اليونانيون «أفاريس»، الذي حرف إلى «أوراس» و«أواريس» و«هواريس» و«هوارة» و«حواريس»، وعادة ما تسمى بها مدن البدو المتطرفة في مصر حتى اليوم، كما لو كانت بقية من مأثور قديم، فيطلق المصريون على مدن الحواف الصحراوية اسم «الهوارة».
وسبق وأفادنا «مانيتو» أن حواريس كانت «تقع على الضفة الشرقية للفرع النيلي الدلتاوي المعروف باسم البوباسطي»، نسبة لتفرعه من جوار مدينة «بوباسطة» التي تقع على ساحله الغربي، والتي تعرف اليوم باسم «تل بسطة»، وكانت مقرا لتقديس الآلهة القطة «باستت»، (علما بأن هذا الفرع قد ضمر الآن، وحلت محله ترع ومصارف، مثله مثل الكثير من الفروع الكبرى الأخرى للنيل، والتي بلغ عددها أيام هيرودت سبعة فروع كبرى في الدلتا، وحدثنا عنها في تاريخه، ولم يبق منها سوى فرعين رئيسيين هما دمياط ورشيد)، ونفس القول حول وقوع حواريس على الفرع البوباسطي للنيل، يأتي في قصة «أحمس ابن أبانا»، لتؤكده ولا تدع مجالا للشك في ذلك، وهناك تيار قوي بين العلماء كما سبق وأشرنا، يذهب إلى أن مدينة «حواريس» هي بالضبط مدينة «صان الحجر» الحالية، استنادا إلى شواهد أهمها الشاهد الأركيولوجي، المعروف بلوح الأربعمائة سنة، الذي عثر عليه بين مجموعة كبيرة من الأنقاض في صان الحجر، التي تشير إلى مدينة مصرية كبرى، كانت تقوم في هذا المكان.
ويذكر نص اللوح الأربعمائي أميرا باسم «رعمسيس»، يقوم على احتفال كبير سمي الاحتفال الأربعمائي، فتم الربط بين «رعمسيس» هذا و«رعمسيس الثاني» من ناحية، وبينه وبين اللوح الأربعمائي من ناحية أخرى، وأخيرا بين اللوح الأربعمائي وبين عبادة الإله «ست» في تلك المدينة، حيث معلوم أن «رعمسيس» وفراعنة الأسرة التاسعة عشرة، قد قدسوا «ست» الإله الذي سبق وقدسه الهكسوس في مدينتهم، حتى إن والد الفرعون «رعمسيس الثاني» انتسب باسمه إلى الإله «ست» وتسمى باسم «ستي» أي «الستي»، ومن ثم كان الاستنتاج أن «رعمسيس الثاني» قد أقام مدينة باسمه، في ذلك الموضع الذي كان يعبد فيه «ست»، وأن عبادة «ست» قد تكرست - حسبما جاء باللوح الأربعمائي - في ذلك المكان منذ أربعمائة عام سبقت «رعمسيس»، وعلى تلك الارتباطات تم الافتراض عند جاردنر لمدة حكم الهكسوس لمصر ب 108 سنوات، مع إضافة سني الملوك الذين حكموا مصر بعد الهكسوس حتى زمن «رمسيس الثاني»، لتكمل الأربعمائة سنة، ومسألة داية تكريس «ست»، كإله لمدينة باسم حواريس لدى الهكسوس واردة في تاريخ «مانيتو»، وأكدته «قصة الملك أبوفيس وسقننرع»، وقد برهن المصرولوجست «يونكر» على أن «ست»، كان الإله المحلي لبلدة باسم «سترت
STRT »، وأنها سميت «سيترويت
অজানা পৃষ্ঠা