নবী মুসা ও তাল আল আমারনাহ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
জনগুলি
ويعتقد بروجش جازما أن مدينة رعمسيس هي صوعن، هي صان الحجر هي تانيس الشهيرة في التاريخ، وأنها كانت عاصمة مديرية من مديريات شرقي الدلتا أو عاصمتها جميعا، «وأن اليونان أطلقوا عليها اسم «تراموس تانيسيس»». ويرى أن جغرافيتها تجعل جزءا كبيرا منها يقع على الشاطئ الشرقي لفرع نيلي، وغربها يقع على بحيرة المنزلة، بينما تتماس حدودها الجنوبية مع إقليم آخر من مديريات شرقي الدلتا، هو المعروف باسم «توكو» أو «توكوت»، وهو الذي أشارت إليه التوراة باسم «سكوت»، وأن المؤرخين اليونان أسموا هذا الإقليم باسم «سيتوزيدس»، ويؤكد أن الآثار المكتشفة أسمت هذا الإقليم باسم بي توم، وهو المذكور في التوراة باسم فيثوم.
ثم يدعم نظريته في أن رعمسيس هي صان الحجر، برسالة محررة على بردية بمتحف ليدن من كاتب حكومي يدعى كويسرا/كويس رع إلى رئيسه بيكوبتاح زمن رمسيس الثاني يقول فيها محررها كويسرا:
وقد أطعت الأمر الذي أصدره سيدي فأعطيت قمحا للعسكر «والإسرائيليين»، الذين ينقلون الأحجار إلى حصن رمسيس العظيم، تحت ملاحظة إفمان رئيس الضباط، وأعطيتهم القمح كل شهر طبقا للأمر الصادر إلي.
ومن ثم يستنتج بروجش أن «عاصمتي الإقليمين: إقليم صان الحجر وعاصمته رعمسيس أو تانيس، وإقليم سكوت وعاصمته بي توم أو فيثوم، كانا يتصلان ببعضهما عند جنوبي بحيرة المنزلة»، وأن هناك أقيمت حصون ظل بعضها موجودا حتى بعد مرور عشرة قرون إلى زمن اليونان بمصر، حيث نسب المؤرخون اليونان بناء حصن مجدولان للفرعون الشهير سيزوستريس، الذي يرى بروجش أنه رمسيس الثاني تحديدا، وقد تأكد من وجود ذلك الحصن «مجدل»، من وثيقة تعود لزمن مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، وكان يحمل اسم حصن مرنبتاح، والرسالة محررة على بردية بالمتحف البريطاني، ويقول نصها:
كن مسرور الخاطر يا سيدي، فإن «قبائل بدو آدوم» قد مروا بحرية تامة من «حصن الفرعون مرنبتاح»، الذي في «إقليم سوكوت » بالقرب من برك «مدينة بيثوم»، التابعة للملك مرنبتاح الموجودة في أرض سوكوت، وقد صرف لهم ولدوابهم الزاد، الذي هو أرزاق فرعون شمس العالم.
ويعود بروجش إلى اسم المقاطعة التي سكنها الإسرائيليون بمصر، وجاءت باسم جاسان في التوراة، محاولا العثور عليه على خريطة الدلتا الحالية، فيقول إنه الإقليم الذي أطلق عليه اليونان اسم الإقليم العربي، ويسمى اليوم الصهرجية (بحثنا من جانبنا فلم نجد أية صهرجية، لكن ربما كان بروجش يقصد صهرجت الكبرى وصهرجت الصغرى إلى الجنوب من الموضع الذي يتحدث عنه وليس عند صان، وصهرجت الكبرى قرية تابعة لمركز كفر شكر بالقليوبية، وصهرجت الصغرى قرية تابعة لمركز ميت غمر بالدقهلية، والاثنتان تقعان على الرياح التوفيقي، ولا تزيد المسافة بينهما على 15كم [المؤلف])، وكانت عاصمة هذا الإقليم تلك المدينة التي أسماها اليونان «فاقوسة»، «وهي الآن صفط الحنة بجوار الزقازيق وبسطة»، وقد تم العثور على آثار في صفط الحنة، تشير إلى أنها كانت في إقليم مصري قديم اسمه «جوسيم»، ويرى أن المؤرخين قد خلطوا بين اسم «جوسيم» أو فاقوسة الموجودة في صهرجت، وبين اسم مدينة رعمسيس التي هي عنده صان الحجر، أما جوسيم فقد صارت فاقوسة بعد ذلك، بإضافة حرف «فا» أو «با» أو «بي» المصرية المعتادة لأسماء البلدان مثل «بي رعمسيس» ومثل «بي» التي أضيفت إلى توم فأصبحت «فيثوم»، وعليه أصبحت جوسيم «فاجوسيم» التي أصبحت «فاقوسه» التي هي جاسان التوراتية.
ويرى بروجش أن القوم الذين ذكرتهم المدونات المصرية باسم الخالو وكانوا يستقرون هناك، هم بعض الساميين الفينيقيين الذين سكنوا جاسان كجالية أجنبية، وأنهم وراء إطلاق التسميات السامية على مواضع تلك المناطق المصرية؛ لأن مجدل كلمة عبرية تعني حصنا أو قلعة، وسكوت كلمة عبرية تعني المخيم أو العشش أو المظلات، وصان هي التي كتبتها التوراة صوعن.
ويسير بروجش مع الخارجين من مدينة رعمسيس، فيتبع الطريق الفرعوني الكبير (طريق حورس الحربي)، المحاذي للبحر الأبيض المتوسط، وأنه قد خرج معهم لفيف كثير حسب التوراة، وهم عنده الفينيقيون/الخالوا، وأنهم استراحوا في أول محطة هي سكوت في إقليم بي توم، ومن هناك اتجهوا شرقا نحو الصحراء أسمتها التوراة إيتام، لكنهم عادوا لتجنب الطريق الكبير المعروف، ليس لأنهم كانوا يخشون حربا كما قالت التوراة؛ إنما لأن موسى كان يعلم بمعاهدة السلام التاريخية، التي ربطت مصر بمملكة الحيثيين زمن رمسيس الثاني، والتي تنص على إعادة الرعايا الهاربين من إحدى المملكتين إلى الأخرى.
ومن جانبنا رأينا إيراد ذلك البند من بنود الاتفاقية
المعروف أن حربا طاحنة قد جرت بين مصر وتركيا، قادها رمسيس الثاني ضد حاتوشيليش الثالث ملك خيتا (بلاد الحيثيين)، لوقف اعتدائه على أملاك مصر في آسيا، وكان ذلك في السنة الحادية والعشرين من حكم رمسيس الثاني، وانتهت المعارك بمعاهدة سلام هي الأولى من نوعها، دونت بنودها على لوح فضي، وضع عند قدمي الإله رع، وتم العثور عليه بمصر، بينما حمل الوفد الحيثي النسخة المدونة بالحيثية على لوح فضي، وتم وضعها عند قدمي إله العاصفة الحيثي تيشوب، وقد عثر عليها بدورها. «وتقول فقرة بالمعاهدة في نصها الحيثي»:
অজানা পৃষ্ঠা