أما الآيات فتتابع القول:
فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل (الحجر: 73-74)، ويختم ابن كثير الرواية بإضافة «وذكروا أنه ذهب إلى قرية صغر.»
7
والآن: ما علاقة كل هذا بموضوعنا؟
لإيضاح المقصد، نحيل القارئ إلى خريطة جنوب الجزيرة، حيث يجد في اليمن الحالية مع التدقيق قرية «الصوعر» قرب «موكل»، جنوب «هكر» بخمسة عشر كيلومترا على وجه التحديد، ولو اتجهنا على الخريطة شرقا، ولنذكر تأكيد التوراة أن لوطا عندما هجر عمه اتجه شرقا، سنجد هناك قرية تدعى «ثمود» على الأطراف الشمالية لليمن الجنوبي الحالي، وقد ورد في القرآن الكريم أن ثمود كانت قرية عامرة، دمرها الله لكفرها بالنبوات. وقد ورد في كتب التراث - كما سلف - أن اسم «ثمود» يدل على واحد من شعوب العرب البائدة، ولما كنا نعلم أن حرف «ث» يتبادل مع حرف «س»، فإن «ثمود» تكون «سمود»، ومع خاصية القلب، تكون «سمود» هي ذات عين «سدوم»!
ولا يغيب على فطن أن الإخباريين المسلمين، قد ذكروا واحدا من أكبر معبودات ثمود، كان يدعى «صمود»،
8
والحرف «ص» يتبادل مع «س»، فهو «سمود». فهل لم يزل ثمة شك كبير، في أن «ثمود» اليمنية، هي «سدوم التوراتية»؟ [من الطريف، وأثناء مراجعة البروفة الأولى للكتاب، أن طالعنا التلفاز المصري يوم 21/ 4/ 1990م برسالة عمان، وكان أول أخبارها - لذلك لا شك هو أهمها - يوم العثور على امرأة لوط، بعد أن تحولت إلى عمود ملحي وطالعنا بصورة لصخرة تعرضت لعوامل «تعرية»، وهو أمر طبيعي إذن! وبدا المذيع في غاية الجذل والسعادة لهذه اللقية التي عثروا عليها بالأردن وشقوا من أجلها الطرق السياحية، ونترك للقارئ تحديد حجم علامات التعجب والاستفهام، لكن يبقى استفهام بسيط تماما: من يهتم بزيارة المقدسات اللوطية؟ وما الرأي الآن في ضوء بحثنا هذا؟]
وكما ترافق ذكر «عمورة» مع «سدوم» في التوراة، فقد ترافق ذكر قرية أخرى مع «ثمود» في القرآن، هي
ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد ، فهل تشير «عاد» هنا إلى «عمورة»؟ وهل يمكننا أن ننزعها بدورها من تحت البحر الميت الفلسطيني، لنضعها على خريطة اليمن؟
অজানা পৃষ্ঠা