أو ما يعني ببساطة «العزيز» و«المنعم»، إضافة إلى لقب «الرحمن»، ولقب «الحكيم».
13
ومن المعروف أنه بعد انهيار مركز «اليمن السعيد» التجاري، ودمار سد مأرب الشهير، نزحت قبائل اليمن نحو الشمال، لتستقر في أنحاء متفرقة من بلاد العرب. وتعلمنا كتب الأخبار أن أكبر هذه القبائل كانت «خزاعة»، وأن هذه القبيلة قد استقرت في المنطقة التي أصبح التاريخ يعرفها باسم «مكة» في الحجاز،
14
ومن الطبيعي أن تحمل هذه القبائل معها معتقداتها، ومعبوداتها، وطقوسها الدينية، وعلى رأس الجميع «رب البيت» وذكري «بيت الله»، ذلك الاصطلاح الذي يفسر لنا: لماذا ذكرت الأخبار معبودات الجزيرة ومعبودات اليمن بوجه خاص، دون ذكر «المقة»؟ والحقيقة المبنية على ما أسلفنا أنه ذكر فعلا فهو «رب البيت» أو «بيت الرب».
وقد لاحظت الباحثة «ثريا منقوش» التشابه بين: ما اعتقدت أنه إله قمري لسبأ باسم «المقة» وبين «مكة» الحجازية، وربطت بين الاثنين في ضوء ما جاء عند ابن طيفور المصري والقيرواني عن بعض أهل اليمن، ولكونهم ينطقون القاف كافا، وما جاء على لسان النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
عن الفقه اليماني والحكمة اليمانية، لتصل إلى أن أهل اليمن هم أصل التوحيد في الجزيرة العربية، وأتصور أنه بعدما أسلفت من جهد، في التعامل مع الاسم «المقة» يمكن أن تكون ملاحظة الباحثة حول التشابه بين «المقة» و«مكة» قد تدعمت بشكل كاف.
وفي الروايات الإسلامية، أن منطقة الحجاز كانت صحراء بلقعا، حتى انفجر زمزم تحت خد إسماعيل طفلا، فكان أول من جاء واستقر بجوار البئر، ركب من اليمن،
15
অজানা পৃষ্ঠা