20
وقبل أن نستطرد في الحديث عن، «مكة اليمنية» بعد الدليل النقلي عن محمد
صلى الله عليه وسلم : أن مكة من اليمن، لا بأس من ذكر بعض التداعيات، فالصفة «أم القرى» صفة مكة، وتعني أم البلاد أي أم الدنيا، والنعت «أم الدنيا» يستدعي مصر حتى لو لم تذكر بالاسم، وفي دراسة الباحث «نجيب البهبيتي» لملحمة جلجامش الرافدية يذهب إلى أن الملحمة من أصل يمني، وهذا لا يعني موضوعنا، لكنه في معرض هذه الدراسة مر مرور الكرام، على معلومة تعنينا تماما، وهي أن الباحثين قد وصلوا إلى أمر شبه مؤكد، يؤكد «أن أقرب اللغات القديمة إلى لغة المصريين القدماء، هي اللغة اليمنية القديمة»!
21
أما نحن فقد لحظنا شبها كبيرا بين طريقة تخطيط الخط اليمني المسند، وبين خطوط الكتابة السينائية، (في عام 1905م عثر فلندر بتري في مناجم النحاس المصرية، بوادي معرار غربي سيناء، بين السويس ورأس محمد، على رسوم بدائية وأحد عشر نقشا في أبجدية جديدة، خليط بين الهيروغليفية وإشارات أخرى أجنبية)، وقد عقب المؤرخ والآثاري «ديتلف نيلسن» على هذه الكتابة بقوله: «إنها تشير إلى الأصل المصري للأبجدية، أو الأبجدية الأم، وترجع إلى 1800-1500ق.م وهي الحلقة المفقودة في تطور الأبجدية»،
22
بينما عقب الآثاري «فرتز هومل» بالقول: «إن هذه الكتابة تؤكد العلاقة بين الأبجدية السامية والمصرية ، لأنه من المستبعد أن توجد أبجديتان مرتين في العالم القديم، ومستقلتان عن بعضهما، وتستخدمان الحروف الصامتة وإشارات الهمز.»
23
وهذا يعني لدينا أن الاتصال الذي حدث بين المصريين والساميين، وراء هذا التطور في الأبجدية، التي انتقلت إلى مسند اليمن بعد ذلك، (وفي ضوء هذه الملحوظات قد نرجو أن يجد بحثنا هذا طريقه إلى اقتناع باحث مهتم بالكتابة القديمة، حيث تفوق دراسة هذه النصوص - دراسة دقيقة - قدراتنا، فلكل أربابه والعارفون بدقائقه ومنمنماته).
وملحوظة أخرى مهمة في هذا المجال، هي أنه قد عثر مؤخرا على منطقة أثرية شمالي شبه الجزيرة العربية، ثبت أن دولة معان اليمنية، قد أقامتها في هذه المنطقة كمستعمرة متقدمة، ومحطة ترانزيت تجارية، باسم «معان مصران» والترجمة الدقيقة لاسم هذه المستعمرة هي: معان المصرية!
অজানা পৃষ্ঠা