ولا يغيب عن القارئ أن عمان أرض يمنية، ولم تزل تحسب كذلك، كما لا يغيب عنه أيضا أن الأستاذ باقر، قد اكتفى بطرح السؤال وإبداء العجب، وتجاوز الأمر بعد ذلك إلى سرد باقي تفاصيل تاريخ العراق القديم.
وعند المسعودي رواية يتحدث فيها عما يسميه بحر الزنج، فيقول: «وقد ركبت أنا هذا البحر من مدينة سنجار، وهي قصبة بلاد عمان، مع جماعة من نواخذة السيرافيين، وهم أرباب المراكب، وذلك بميكان وهي محلة سيراف»،
15 (لاحظ أن الكلمة سيراف تعني ثعبان، والسيرافيون إذن هم أصحاب الثعابين، ولا ننسى الطقس المصري في وضع نموذج مصنوع للحية على الرأس كتميمة للحماية).
إذن فالمسعودي كان يعرف في بلاد اليمن موضعا باسم «ميكان»، واستخدم الرافديون القدماء اسم «مكان» للدلالة على بلاد يمنية وعلى أرض مصرية في الوقت ذاته، مما شكل إزعاجا للباحثين، لا نرى له محلا بعد أطروحاتنا وما قدمناه من قرائن، تفترض أن اليمن حازت اسم مصر بأهلها من مصريين، كما أن الاسم «مانيئيم» الذي أشير إليه في النصوص المسمارية كملك لبلاد «مكان»، في ضوء التحليل اللغوي يمكننا أن نرى فيه شاهدا على فرضنا، فهو بالقلب يصبح «يمنيم»، والكلمة يمنيم في اللغات السامية العراقية، وفي العبرية، هي جمع للمفرد «يمني».
أما الذي يجب أن نذكره الآن فهو أن أداة التعريف اليمنية، كانت «ن» تلحق بآخر الكلمة، وعليه فإن «مكان» إنما هي «مكا»، وهو ما يجعلنا نفهم بوضوح حديث النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
الذي كان فيما يبدو واضح المرامي لدى المسلمين الأوائل، وهو يقول
صلى الله عليه وسلم : «ما هنا يمن وما هنا شام، «فمكة من اليمن».»
16
وقوله
অজানা পৃষ্ঠা